أكدت أسبوعية " الأهرام العربي " المصرية أن المغرب يتميز بتنوع وحراك ثقافي كبير، وكذا بتنوع لغوي، مبرزة أن ذلك ناجم عن تفاعل حضارات عريقة تعاقبت عليه، وعن موقعه الجغرافي المنفتح على العمق الإفريقي وعلى البوابة المتوسطية، وعلى الشرق الأوسط وأوروبا . وأشارت الأسبوعية، في مقال بعنوان " المغرب .. تاريخ من التنوع الثقافي والفكري واللغوي "، نشرته في عددها الأخير، إلى أن دستور 2011 أقر مختلف مكونات التنوع الثقافي واللغوي في المغرب، وأكد ضرورة احترام هذا التنوع والتعدد الهوياتي والمحافظة عليه .
وأضافت أن المغرب " عرف بتوجهات سياسية إيجابية بعدما نص الدستور الجديد على إحداث مجلس وطني للغات والثقافة المغربية سيسهم بحماية وتنمية مقومات الهوية الوطنية "، إضافة إلى العناية بالتراث والإبداع.
وأكدت أن هذا التنوع الثقافي يشكل رافعة للتنمية ولضمان الاستقرار السياسي وتعميق الانسجام الاجتماعي، مشيرة كذلك إلى " سلوك الديمقراطية منهجا لتكريس هذا التنوع والحفاظ على التعدد وعلى قيم التسامح والعدالة الاجتماعية والحرية ".
وأشارت أسبوعية "الأهرام العربي" إلى أن تأسيس المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية تم قبل إعلان منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة" اليونيسكو " حول التنوع الثقافي، وأكدت أن المعهد أسهم في " إزالة تابو النقاش في شأن التنوع اللغوي والثقافي ، خصوصا اللغة الأمازيغية "، وأكد الاعتراف العالمي بهذا التنوع الذي ينعكس بشكل إيجابي على الموروث الثقافي والفني في المغرب.
كما تحدثت الأسبوعية المصرية عن الحياة الأدبية والإبداعية في المغرب، وأكدت أنها تزخر بالعديد من كبار الكتاب والكاتبات والروائيين والروائيات، من أمثال الراحلين إدريس الشرايبي ومحمد شكري، ووزيري الثقافة السابقين محمد الأشعري وبنسالم حميش، وعبد اللطيف اللعبي، والطاهر بنجلون، وفؤاد العروي، ومحمد برادة، وخناثة بنونة، وليلى أبو زيد، ومبارك ربيع، وأحمد المديني، ومحمد عز الدين التازي، والميلودي شغموم، وغيرهم ممن أسهموا في رفد التجربة الروائية في المغرب.
وكتبت "الأهرام العربي" في هذا الصدد، أن أغلب الروائيين المغاربة لجأوا عبر تراكم نوعي استطاع أن يخلخل مفاهيم الواقع وأن يطرح أسئلة الذات والمجتمع ، إلى التجريب "كاختيار جمالي وإيديولوجي للتعبير عن مغرب التحولات العميقة وسريعة الإيقاع " ، مؤكدة أن تنوع الخلفيات الاجتماعية والثقافية ، وتباين أعمار الروائيين ساهما في " إثراء مسروداتهم، وتعدد اللغات والمنظورات، والفضاءات والتيمات " .
وخلصت إلى القول إن الرواية في المغرب أصبحت تتناول مواضيح جديدة، كالهجرة السرية، والتطرف الديني، ولم يعد الروائي المغربي " أسير عقد المشرق ".