خرج اليوم سكان مدينة فاس في مسيرات احتجاجية لتنبيه المسؤولين إلى حجم الأضرار والتلوث الذي تسببت فيها الأزبال المتراكمة بمختلف أزقة وشوارع العاصمة العلمية للمملكة. وكان عمال شركة "جي إم اف " المكلفة بالتدبير المفوض لقطاع النظافة بمدينة فاس، قد دخلوا منذ أيام في إضراب عن العمل، مما أدى إلى إغراق شوارع وأزقة معظم أحياء المدينة بالأزبال والروائح الكريهة، خصوصا في ظل ارتفاع درجات الحرارة بالمدينة.
وكان سكان الأحياء الشعبية والمدينة العتيقة نظموا طيلة اليومين الماضيين مسيرات احتجاجية في اتجاه ولاية جهة فاس بولمان، لمطالبة المسؤولين بإيجاد حل للنزاع القائم بين عمال النظافة والشركة المكلفة بالقطاع، والتدخل لكنس وتنظيف شوارع وأزقة المدينة من الأزبال المتراكمة.
ويخوض عمال شركة النظافة إضرابا عن العمل احتجاجا على عدم صرف أجورهم منذ حوالي شهرين، وذلك بعد إخلال شركة سابقة كانت مرتبطة بالمجلس الجماعي، مكلفة بجمع النفايات المنزلية، بالتزاماتها.
وردد السكان وتجار المدينة العتيقة، الذين خاضوا اعتصاما أمام مقر ولاية الجهة بشارع علال بن عبد الله، شعارات منددة بطريقة تفويت صفقة قطاع النظافة، لشركة لم تحترم دفتر التحملات، كما رددوا شعارات ضد العمدة شباط والوالي غرابي تطالبهما بالرحيل عن المدينة.
كما هاجم سكان أحياء الطالعة والبطحاء و فاس الجديد، مقر مقاطعة فاسالمدينة، وقاموا برمي الأزبال والنفايات داخل مقر المقاطعة بعدما كسروا أبوابها ونوافذها الزجاجية، كما خرج سكان أحياء الجنانات وصهب الورد في مسيرة حاشدة حاصرتها القوات المساعدة وقوات التدخل السريع بحي باب الفتوح، لمنعها من التوجه إلى وسط المدينة، مما اضطر السكان إلى قطع الطريق أمام حركة المرور.
بالمقابل، أوضح مدير الشركة الجديدة التي كلفت أخيرا بتدبير قطاع النظافة، في بيان توضيحي، أن شركته لا تتحمل أي مسؤولية في المشاكل التي يعرفها قطاع النظافة بالمدينة العتيقة، مشيرا إلى أن المشاكل العالقة التي عرفها قطاع النظافة بالمدينة العتيقة، تعود لعدم وفاء الشركة المكلفة بتدبير قطاع النظافة السابقة بالمدينة العتيقة بالتزاماتها.