أصدر مجموعة من المناضلين الاستقلاليين بيانا ناريا انتقدوا فيه تصرفات حميد شباط واعتبروها مسيئة للحزب، مؤكدين أن الأمين العام لحزب الاستقلال أثبت أنه غير مؤهل ولا قادر على مواصلة تحمل مسؤولية الأمانة العامة لحزب الاستقلال. واعتبر البيان، الذي وقعه أكثر من ثلاثين مناضلا استقلاليا على رأسهم محمد بوستة وعباس الفاسي ومحمد الخليفة، أن هذه "التصريحات اللامسؤولة، لا تلزم الحزب أبدا، وأنها تصريحات شخصية، يتحمل مسؤوليتها وحده السيد شباط، ولا علاقة لها بتوجهات الحزب ومبادئه".
كما أن هذه التصريحات، يضيف البيان، "جاءت متزامنة مع الوقت الذي تنهمك فيه كل الإرادات الوطنية، والأحزاب السياسية، وتبدل جهودها لتشكيل الحكومة التي أفرزتها انتخابات السابع من اكتوبر، الشئ الذي استغله خصوم وحدتنا الترابية، وأعداء الشعبين الشقيقين الموريتاني والمغربي، لتمرير مخططاتهما الجهنمية، لضرب الأهداف النبيلة والتوجهات الرشيدة للقيادة الحكيمة في البلدين".
وثمن الموقعون على البيان " عاليا المبادرة الملكية السامية التي جاءت في الاتصال الهاتفي بين جلالة الملك محمد السادس، وفخامة رئيس الجمهورية الاسلامية الموريتانية السيد محمد ولد عبد العزيز، وإيفاد صاحب الجلالة لرئيس حكومته لنزع فتيل التوتر الذي أشعلتها هذه التصريحات وشرح موقف المغرب الرسمي الذي هو موقف الشعب المغربي قاطبة من العلاقات الدائمة والأخوية التي تربط الدولتين والشعبين".
وأكد البيان أن هذه التصريحات "التي أدت الى أزمة كادت أن تعصف بكل ما بذله المغرب ,موريتانيا عبر تاريخهما لتسود روح الأخوة الصادقة وبناء مستقبل البلدين، تلزمنا اليوم كاستقلاليين الوقوف مع الذات والقيام بنقد ذاتي علني وصريح من أجل إرجاع الأمور الى نصابها وعودة الحزب الى مساره الحقيقي المستمد من رصيده التاريخي والنضالي بفتح ملف التصرفات التي قام بها السيد شباط منذ توليه الأمانة العامة للحزب الى اليوم والتي اتسمت، بكل أسف، بالتقلب في المواقف السياسية، وإضعاف الهياكل التنظيمة وتدبير سيئ للانتخابات أفضت الى نتائج سيئة افقدت الحزب مكانته ومدنه ودوائره".
وختم المنماضلون الإستقلاليون بالقول "لقد حرصنا طيلة الأربع سنوات الماضية على إبقاء شمل الحزب مجموعا ومصانا للحفاظ على وحدته، آملين في أن يصلح الأمين العام نفسه، ويتحمل مسؤوليته للقيام بنقد ذاتي ويضخ في الحزب روحا وحيويه جديدة، غير أن لا شئ من هذا وقع، بل العكس، حدث التمادي والتأزيم والمزايدة".
وعلى ضوء هذه الحيثيات اجزم الموقعون واعلنوا "أن السيد حميد شباط أثبت أنه غير مؤهل ولا قادر على مواصلة تحمل مسؤولية الأمانة العامة لحزب الاستقلال."
وفضلا عن السيدين امحمد بوستة وعباس الفاسي، وقع على البيان على الخصوص، السادة امحمد الخليفة وعبد الكريم غلاب ومحمد سعد العلمي وتوفيق حجيرة وياسمينة بادو وكريم غلاب وعبد الكبير زاهود وعبد اللطيف معزوز ورشيد الفيلالي وعبد السلام المصباحي ومصطفى حيكر وعمر حجيرة ولطيفة بناني سميرس.
ويأتي بيان هؤلاء، بعد سلسلة من الانتقادات التي وُجهت للامين العام لحزب الاستقلال حميد شباط، إثر تصريحاته الأخيرة حول الشقيقة موريتانيا، والتي تمس بوحدة الجارة الجنوبية ولا تتماشى مع ثوابت الدبلوماسية المغربية، وهي تصريحات أغضبت الإخوة في موريتانيا وكادت ان تعصف بالعلاقات الأخوية بين البلدين، لولا حكمة وتبصر جلالة الملك الذي بادر بالاتصال بشقيقه الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز لطمأنته وتأكيد موقف المملكة الثابت وهو احترام سيادة موريتانيا وحدودها الدولية ووحدتها الترابية..
كما كلف جلالة الملك رئيس الحكومة المعين عبد الإله بنكيران بالسفر إلى موريتانيا للقاء الرئيس ولد عبد العزيز لإبلاغه حرص جلالته على توطيد علاقات المغرب مع موريتانيا وتعزيز التشاور في مختلف المجالات، وتطوير هذه العلاقات إلى شراكة نموذجية في كل المجالات، خاصة وأن البلدين يحتاجان اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى تعزيز التعاون بينهما بالنظر إلى الإمكانيات المتاحة والتحديات المطروحة.
وعقب الزيارة التي قام بها، أول أمس الأربعاء، لموريتانيا بتكليف من جلالة الملك، صرح بنكيران أنه أكد لفخامة الرئيس الموريتاني أن " التصريحات الأخيرة للأمين العام لحزب الاستقلال لا تعبر إلا عن وجهة نظر شخصية، ولا تتماشى مع ثوابت الدبلوماسية المغربية".
يذكر ان تصريحات شباط قوبلت بالرفض والتنديد من طرف العديد من الأحزاب السياسية التي بادرت إلى إصدار بلاغات تؤكد فيها ان ما بدر من الأمين العام لحزب الاستقلال يلزمه وحده ولا يعبر عن موقف المغرب ملكا وشعبا وحكومة من الشقيقة موريتانيا والروابط الأخوية التي تجمع الشعبين والدولتين..
كما أن هذه التصريحات ووجهت بالرفض من طرف عباس الفاسي، الأمين العام السابق لحزب الاستقلال، وكذا توفيق حجيرة رئيس المجلس الوطني للحزب..
وكانت وزارة الخارجية والتعاون قد أصدرت بيانا أعلنت فيه عن رفضها للتصريحات "الخطيرة وغير المسؤولة" الصادرة عن الأمين العام لحزب "الاستقلال" حميد شباط، بخصوص حدود الجمهورية الإسلامية الموريتانية ووحدتها الترابية.
وأكد ذات البيان أن وزارة الشؤون الخارجية والتعاون "ترفض بشدة هذه التصريحات التي تضر بالعلاقات مع بلد جار وشقيق وتنم عن جهل عميق بتوجهات الدبلوماسية المغربية التي سطرها جلالة الملك نصره الله والقائمة على حسن الجوار والتضامن والتعاون مع موريتانيا الشقيقة". مضيفة أن "المغرب يعلن رسميا احترامه التام لحدود الجمهورية الإسلامية الموريتانية، المعروفة والمعترف بها من طرف القانون الدولي، ووحدتها الترابية".
كما أن المغرب، يضيف بيان الخارجية، " واثق من أن الجمهورية الإسلامية الموريتانية، ورئيسها وحكومتها وشعبها، لن يولوا أية أهمية لهذا النوع من التصريحات التي لا تمس سوى بمصداقية الشخص الذي صدرت عنه".
واعتبرت الخحارجية المغربية أنه "بهذا النوع من التصريحات التي تفتقد للنضج ولضبط النفس، يساير الأمين العام لحزب الاستقلال المنطق نفسه الذي يتبناه أعداء الوحدة الترابية للمملكة والذين يناوؤون عودتها المشروعة لأسرتها المؤسساتية الإفريقية".