منذ الساعات الأولى من صباح اليوم، الجمعة 16 دجنبر الجاري، والى حدود دقائق قليلة كنا نحن صحافيو وتقنيو وإداريو موقع تليكسبريس في شبه سجن، محاصرين من طرف شركة ريضال المفوض إليها بتدبير الماء والكهرباء بمدينة الرباط. هذا الحصار نتج عن خلل وقع صباح اليوم، ولم تتمكن الإدارة من إصلاحه سوى في الواحدة والنصف بعد الزوال..
حوالي عشر ساعات ونحن بدون كهرباء ومعنا مئات المواطنين القاطنين بحي المحيط بالرباط، على بعد أمتار قليلة من إقامة رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران..
عشر سعات من الإنتظار، عاش خلالها الجميع في ظلام دامس وفي عزلة عن العالم الخارجي، خاصة بالنسبة للشركات التي تعتمد على وسائط الاتصال الحديثة في عملها اليومي كما هو الشأن بالنسبة لمؤسستنا التي تشرف على تسيير وإدارة أربعة مواقع الكترونية يعتبر الخبر الآني والمتجدد عصب العمل بهذه الوسائط الإعلامية..
كما ان هناك العديد من المطاعم والمخبزات التي تضررت من انقطاع الكهرباء خلال هذه المدة غير اليسيرة، حيث فسدت الأطعمة وكل ما بداخل الثلاجات، فيما بقي أصحاب المحلات التجارية التي تعتمد على الكهرباء كمادة أساسية، ينتظرون الذي يأتي ولا يأتي في غياب تام للمسؤولين عن إدارة الشركة المفوض لها تدبير الماء والكهرباء بالعاصمة..
وبالإضافة إلى الساكنة والمحلات التجارية والمطاعم والمخبزات، تعطلت مصالح المواطنين الذين توافدوا على مركز البريد الواقع بشارع المقاومة وكذا العديد من المؤسسات العمومية وشبه العمومية الخاصة مما جعل المتضررين يتساءلون عن أسباب العطب وأسباب تأخر الإدارة في إصلاحه، وماذا لو ان العطب وقع في الحي الذي يسكن فيه رئيس الحكومة، هل كان المسؤولون عن الشركة سيتعاملون بهذه الاستهانة والبرودة مع شكايات الساكنة؟
ورغم أن لشركة ريضال، التي اسند إليها تدبير الماء والكهرباء منذ سنوات بالرباط وسلا، حلول كثيرة ومتعددة لإعادة التيار الكهربائي إلى الحي المذكور، كاستقدام جهاز للدفع المتنقل الذي يقوم بنفس عمل الجهاز المعطل، إلا أن شركة ريضال تعمدت إبطاء العمل وتدبير الخلل بشكل بدائي متخلف، وهو ما يطرح عدة أسئلة نتمنى أن يجيبنا عنها المسؤولون بالشركة..