أكد سفير المغرب بالأرجنتين، فؤاد يزوغ، أن المغرب، المتجذر في إفريقيا، لا يتصور مستقبله وازدهاره خارج قارته الإفريقية. وقال الدبلوماسي المغربي، الذي حل اليوم الأربعاء ضيفا على البرنامج الإذاعي "طينديثياس" الذي تبثه الإذاعة الأرجنتينية "إيكو ميديوس أم 1220"، "إن المغرب، الذي طبع على حضور دائم بالقارة السمراء على مختلف النواحي، لا سيما التجارية والاقتصادية، بات اليوم ينهج سياسة تضامنية مع بلدان القارة، وعزز، بشكل أكبر، من هذا التواجد حيث أنه لا يتصور مستقبله وازدهاره خارج قارته الإفريقية".
وأضاف، في السياق ذاته، أن الزيارات التي يخص بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس العديد من البلدان الإفريقية تعكس التوجه الذي اختاره المغرب، البلد الذي يؤمن بأن إفريقيا تمثل الشريك الحقيقي لكسب رهانات التنمية، خاصة وأنها تتوفر على إمكانات وطاقات بشرية هائلة وتعمل جاهدة على تجاوز الصعوبات وكذا الصور النمطية التي تلصق بها.
من ناحية أخرى، أبرز يزوغ أن المغرب حافظ على أمنه واستقراره وعرف كيف يحمي نفسه من موجة الاضطرابات التي شهدتها منطقة الشرق اللأسط وشمال إفريقيا، بفضل الإصلاحات المتتالية التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس منذ اعتلائه العرش سنة 1999، والتي همت مختلف المجالات، وفي مقدمتها إصلاح الدستور سنة 2011، وهو الإصلاح الذي تم وفق مقاربة شاملة شاركت فيها مختلف الأحزاب السياسية والهيئات النقابية والحركات النسائية والشبابية.
وخلال هذا اللقاء الإذاعي، أكد يزوغ أن المغرب، الذي يتوفر على مجتمع مدني يتسم بالدينامية، اختار الانخراط في تكريس حقوق الإنسان ضمن مسار لا رجعة فيه وترسيخ مبدأ سمو الاتفاقيات الدولية على القوانين الوطنية.
وأشار الدبلوماسي المغربي إلى أن المملكة التي تعيش منذ فجر الاستقلال تعددية حزبية ونقابية كبيرة تعتبر اليوم مكسبا حقيقيا، تمتاز أيضا بتنوع ثقافي عز نظيره إذ يعد المغرب بلدا إفريقيا وعربيا ومتوسطيا بروافد متعددة تنهل منها الهوية المغربية، ما جعل المملكة أرض الانفتاح على مختلف الثقافات.
ومضى بالقول إن التنوع الثقافي الذي يزخر به المغرب لم يطرح، في أي وقت من الأوقات، إشكالا بالنسبة للمغاربة المتعايشين في ما بينهم في انسجام تام، مشيرا إلى أن هذا التوجه يتوافق مع تطلعات المملكة وتوجهاتها التي كرسها دستور سنة 2011.
وفي سياق حديثه عن المؤهلات السياحية التي تتوفر عليها المملكة، أبرز يزوغ أن المغرب، بموقعه الاستراتيجي على مرمى حجر من أوروبا مع واجهتين بحريتين واحدة أطلسية وأخرى متوسطية، يطمح إلى استقبال 20 مليون سائح في أفق سنة 2020 ويستعد لذلك من خلال تعزيز البنيات السياحية وتطويرها.
وبخصوص العلاقات بين الرباط وبوينوس أيريس، أكد السفير أنها كانت دائما جيدة وهناك تشاور سياسي وتنسيق بشأن مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، معتبرا أن العلاقات بين البلدين في شقها التجاري تظل دون مستوى التطلعات، خاصة وأن للبلدين مؤهلات كبيرة يتعين استغلالها وأمامهما مجالات أوسع للتعاون لا سيما في المجال الفلاحي والسياحي.