مازال التوتر سيد الموقف بين موزعي الغاز من جهة وتجمع البتروليين ووزارة الطاقة من جهة أخرى، فدخول البتروليين على الخط يهدد حاليا بانفجار الوضع، خاصة بعد أن بدأ بعض الموزعين يلوحون بوقف تزويد السوق بقنينات الغاز قبل شهر رمضان. ولم تكن النقطة التي أفاضت الكأس بالنسبة للموزعين سوى تصريحات عادل زيادي رئيس تجمع البتروليين في المغرب، التي قال فيها إن الشركات المنضوية تحت لواء التجمع ستعمل على ضمان عدم وقف تموين السوق بالغاز من خلال توزيع قنينات الغاز بنفسها، مؤكدا أن إضراب شركات نقل الغاز لن يؤثر على القطاع مادام دور هذه الشركات يقتصر على نقل الغاز في إطار المناولة.
وحسب زيادي، فإنه إذا قرر ناقلو الغاز الامتناع عن إيصال هذه المادة إلى المواطنين، فإن الشركات المستوردة ستتدبر أمرها، وستعمل بشكل ذاتي على توزيع الغاز، وبالتالي لن تعرف الأسواق خللا في التزود بهذه المادة الحيوية.
تصريحات رئيس تجمع البتروليين هاته كانت بمثابة "دوش بارد" على جمعية مستودعي الغاز بالمغرب، التي بادر رئيسها محمد بنجلون إلى اتهام وزارة الطاقة والمعادن وتجمع البتروليين بتجاهل المطالب "المشروعة" لشركات التوزيع، والتي تحملت طيلة سنوات تداعيات الزيادة في أسعار المحروقات والممارسات المتفشية في قطاع يحتاج إلى تأهيل، مشيرا إلى أن ما يعتبره عادل زيادي مجرد شركات لنقل الغاز بالمناولة، هي في الواقع شركات قائمة الذات للاستيداع والتوزيع، وخاضعة للقوانين المنظمة لقطاع الغاز في المغرب.
وتحدى بن جلون الشركات المستوردة أن تضمن بنفسها عملية توزيع الغاز في مختلف مناطق المغرب، معتبرا أن هذه العملية أعقد مما يتصور البتروليين.