صرح نائب وزير البيئة البولوني سلاومير مازوريك أن مؤتمر الأممالمتحدة حول التغيرات المناخية (كوب22) الذي تحتضنه مراكش ابتداء من 7 نوفمبر الجاري يكتسي أهمية أساسية على مسار تنفيذ الاتفاق التاريخي المبرم بباريس خلال قمة (كوب21). وأضاف مازوريك في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء "إن قمة (كوب22) أساسية لأن الأمر يتعلق بأول اجتماع من شأنه تمهيد الطريق لتنفيذ اتفاق باريس التاريخي. حيث سنناقش تنفيذ هذا الاتفاق والذي لأول مرة في التاريخ تنخرط كل البلدان في معركة موحدة لمواجهة التغيرات المناخية".
وجدد المسؤول البولوني التأكيد على أن بلاده حريصة على طرح مفهوم امتصاص الغابات لغاز ثاني أكسيد الكربون في إطار اتفاق باريس، مؤكدا أهمية هذا المفهوم ليس فقط لحماية المناخ ولكن أيضا لتجديد خصوبة الأراضي وتحسين جودة المياه وحماية التنوع البيئي.
وقال من هذا المنظور فإن بولونيا تعرب عن أملها في أن تشهد قمة (كوب22) بمراكش نجاحا كبيرا وتؤكد دعمها لمنظمي هذا المؤتمر.
وتناول مازوريك السياسة التي ينهجها بلده في المجال، والرامية الى تطوير وتشجيع الطاقات المتجددة، مشيرا الى أن وارسو تشجع الطاقات الحرارية الأرضية (جيوترميك) والطاقات الحيوية الأرضية (البيوماس) فالأولى فرصة كبيرة بالنسبة للمدن الكبرى فيما يمكن للثانية استخدامها في القرى والمناطق الريفية من أجل أن تصبح مكتفية ذاتيا بالطاقة.
وأضاف أن وزارة البيئة البولونية تؤيد تطوير مصادر الطاقة المتجددة الأخرى من قبيل ما يقوم به الصندوق البولوني لحماية البيئة وتدبير المياه، والذي يقترح نظاما فريدا لتمويل المشاريع البيئية في البلاد.
وبعد أن أكد أن الوضع البيئي في بولونيا تحسن بشكل كبير خلال السنوات ال 25 الأخيرة حيث تراجعت انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري ب 30 في المائة، قال إن بلاده تتعامل مع مشاكلها البيئية كتحديات يتعين عليها التغلب عليها أكثر مما هي مشاكل.
ولاحظ أن بولونيا ماتزال تعتمد في سياستها الطاقية على مصادر الطاقة التقليدية وبالخصوص مناجم الفحم الضخمة التي تتوفر عليها والتي تساهم في تأمين الأمن الطاقي للبلاد، غير أنه لاحظ أن اختيار التنوع الطاقي في البلاد لا يعني أن وارسو لن تواصل نهج سياسة مناخية طموحة حيث تتوفر على قدرات في التخفيف النوعي من مستويات الانبعاثات يتعين مواصلة التقليص منها وفقا للأهداف الوطنية ومن أجل تحقيق الأهداف الكبرى المحددة في اتفاق باريس.
وبالنسبة للمسؤول البولوني فإن أولويات حكومته تتمثل في ترسيخ الفعالية الطاقية والابتكار التكنلوجي والتدبير الامثل للغابات، وقال إن وارسو تطمح للتخفيض من انبعاثات الغازات من خلال بناء محطات توليد جديدة مجهزة بتكنلوجيا متقدمة في المجال ثم العمل على التحسين الطاقي النوعي والفعال.
وتشارك بولونيا في مؤتمر (كوب22) حول التغيرات المناخية بمراكش الذي يعقد من 7 الى 18 نوفمبر بوفد كبير يضم علاوة على مسؤولين حكوميين جامعيين وخبراء في المجال البيئي والمناخ وممثلي منظمات المجتمع المدني.