وقع المغرب، اليوم الجمعة بمقر الأممالمتحدة بنيويورك، اتفاق باريس حول التغيرات المناخية، في إطار حفل توقيع هذا الميثاق التاريخي، الذي انعقد بحضور الأميرة للاحسناء، التي تمثل الملك محمد السادس. وجاء توقيع المملكة على الاتفاق من قبل وزير الشؤون الخارجية والتعاون، صلاح الدين مزوار، في وقت دعا الملك محمد السادس، في خطاب وجهه لهذا الحفل، والذي تلته الأميرة للاحسناء، إلى توجيه الجهود الجماعية، خلال مؤتمر "كوب 22" الذي ستحتضنه مراكش، نحو العمل على حسن تفعيل كافة مقتضيات اتفاق باريس حول التغيرات المناخية. وحسب الأممالمتحدة، وقع 175 بلدا على اتفاق باريس، من بينهم حوالي 60 رئيس دولة، وهو رقم قياسي غير مسبوق بالنظر إلى أنه يتعلق بأكبر عدد من البلدان التي توقع وثيقة دولية في اليوم نفسه. ويروم الاتفاق، الذي صادقت عليه 195 دولة وهيئة في دجنبر الماضي بباريس، الابقاء على الاحترار المناخي أقل من درجتين مئويتين مقارنة مع الحقبة ما قبل الصناعية. ويتطلب دخول الاتفاقية التي ستظل مفتوحة للتوقيع، على مدار عام كامل، حيز التنفيذ، خلال مرور 30 يومًا على التصديق عليها من قبل ما لا يقل عن 55 دولة عضو في الاتفاقية، وهو ما يمثل 55% من حجم الانبعاثات الحرارية في العالم. ووفقا لبرنامج الأممالمتحدة للبيئة، فإنه حتى مع تنفيذ الحكومات الكامل "للمساهمات المقررة والمحددة وطنيا"، من المرجح أن تؤدي مستويات الانبعاث لعام 2030 إلى زيادة متوسط درجة الحرارة العالمية لأكثر من درجتين مئويتين، بل وربما أكثر من ثلاث درجات مئوية. وغداة هذا التوقيع التاريخي، ستسلط أنظار العالم على مدينة مراكش التي ستحتضن، في نونبر المقبل، مؤتمر الأطراف في الاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة بشأن تغير المناخ "كوب 22". ويكتسي هذا المؤتمر أهمية قصوى لكونه سيسلط الضوء ليس فقط على عدد البلدان التي صادقت على هذا الاتفاق، وإنما أيضا على البلدان التي التزمت وأدرجت التزاماتها في التشريعات الوطنية. كما سيشكل كوب 22 مناسبة لمناقشة العديد من القضايا الهامة، لاسيما قضية الطاقات المتجددة بإفريقيا، والحوض المتوسطي، والمحيطات، والنجاعة الطاقية بالبنايات بالنسبة لاقتصادات الطاقة، علاوة على قضية التمويل الأخضر.