اعتقلت عناصر الدرك الملكي بالهراويين، الأسبوع الفائت، شخصا متخصصا في النصب على الراغبين في اقتناء بقع أرضية من أجل السكن، حيث تمكن من الإيقاع بحوالي سبعين ضحية بمساعدة موظف بمقاطعة اسباتة، واستوليا على مبالغ مالية تقدر بتسعين مليون سنتيم. وكانت مصالح الدرك قد توصلت بشكاية من (مصطفى .ع) الذي كان السبب في كشف هذه القضية، و ذلك بتاريخ 21 يونيو الجاري، أكد فيها أنه تعرض للنصب والاحتيال من قبل شخص أوهمه بإمكانية مساعدته على اقتناء بقعة أرضية بمشروع الرحمة 3 بالألفة، مساحتها 100 متر، وبثمن مناسب، ولأن الضحية على معرفة مسبقة بالمتهم الذي كان يشتري من عنده الاكباش سواء في مناسبة عيد الأضحى أو بدونها، فقد صدقه بشأن البقعة الأرضية التي فاتحه فيها، فسلمه في البداية مبلغ 3500 درهم كتسبيق أولي، على أساس استكمال المبلغ المتفق عليه عبر دفعات.
ومن أجل إضفاء الطابع القانوني على هذه العملية، سلم المتهم للضحية وثيقة تحتوي على معلومات متنوعة، متعلقة بالمشروع المذكور بحي الرحمة. فرح الضحية كثيرا بهذه العملية، و اعتبرها بداية العد العكسي للحصول على بقعة أرضية يشيد عليها منزلا لأسرته، لكن إلحاح المتهم على التوصل بباقي الأقساط ، و التي كان يحددها على هواه، حسب المشتكي، و رفضه الكشف عن مكان تواجد البقعة الأرضية، جعل الضحية و أفراد أسرته الصغيرة يشكون في الأمر، خصوصا بعد أن تأكدوا أن الوثيقة التي سلمها لهم المتهم بعد أن توصل بمبلغ 3500 درهم، مزورة، لأنها لا تحمل أي طابع أو خاتم لأي جهة رسمية، الأمر الذي دفع الضحية إلى تقديم شكاية في الموضوع .
عناصر الدرك الملكي بعد الاستماع للضحية مصطفى. ع، والاطلاع على الوثيقة المزورة، وتدوين الرقم الهاتفي للمتهم ، نصبت له كمينا بعد أن علمت أن المتهم من المقرر أن يلتقي بالمشتكي، من أجل أخذ قسط مالي ثان واتفق الطرفان على الالتقاء بالقرب من مقبرة الغفران، التي يتخذ الضحية أراضيها المجاورة ، مرعى لماشيته. وبعد مُضي ساعتين على تقديم الضحية لشكايته، عشية الخميس 21 يونيو، حضر المتهم رفقة أربعة أشخاص في سيارة «كونكو»، والذين لم يكونوا يعلمون بحقيقة صديقهم، حيث تربطهم به علاقة صداقة وجوار بمنطقة سيدي رحال الشاطئية،التي يكتري بها المتهم ڤيلا «من أجل السهر و قضاء الليالي الحمراء بعيدا عن مسكنه الأصلي بابن امسيك » حسب إفادة أحد أصدقائه.
وبعد نزول المتهم من السيارة، تحدث بعض الوقت مع مصطفى حول البقعة الأرضية والأقساط الواجب دفعها و...و... قبل أن تتدخل عناصر الدرك الملكي ،التي كانت على مقربة من المكان ، ليتم القبض على المتهم و رفاقه الذين فوجئوا بالأمر و بحقيقة جارهم، الذي يشهد له الجميع بدوار «الهواورة» بسيدي رحال بالأخلاق الحسنة!
المتهم أنكر في البداية مسألة النصب على الضحية، مشيرا إلى أنه لا علم له بمضمون الوثيقة المزورة و بأن معاملة تجارية، هي التي تجمعه ب (مصطفى.ع)، لكن أثناء التحقيق مع مرافقيه، صرح أحدهم يعمل كحارس لڤيلا مجاورة لڤيلا المتهم، التي يكتريها من زوجة قائد بسيدي رحال في محضر رسمي بأنه سلم في وقت سابق للمتهم مبالغ مالية متفاوتة، من أجل الحصول على بقعة أرضية من غير أن يتوصل بشيء، ومن غير حتى معرفة مكان تواجد هذه البقعة ، مضيفا بأن زوج أخته وووالده و بعض أقاربه ، هم أيضا نصب عليهم المتهم و سلبهم مبالغ مالية مهمة تجاوزت العشرين مليون سنتيم.
بعد هذه المستجدات، اعترف المتهم، والذي كان يدعي أمام ضحاياه بأنه قائد محال على التقاعد علما بأنه ، في حقيقة الأمر، كان يشتغل كعون سلطة بابن امسيك بالمنسوب إليه وبأن رغبته في الحصول على المال،هي التي دفعته إلى التفكير في النصب على المواطنين برفقة شريك له يشتغل كموظف بمقاطعة اسباته، هذا الأخير استمعت إليه مصالح الدرك، وأقر بالمنسوب إليه في محضر رسمي.
وبعد انتشار خبر الاعتقال، اتجه عشرات الأشخاص إلى مركز الدرك الملكي، مؤكدين أنهم وقعوا ضحية نصب واحتيال، وقدموا مجموعة من الشكايات ضد المتهم، وشريكه اللذين أحيلا، بعد انتهاء التحقيق معهما، على المحكمة بتهمة «النصب والاحتيال»، و«انتحال صفة قائد» بالنسبة للمتهم الرئيسي، الذي اشتهر بمنطقة سيدي رحال بلقب «الحاج عبد الله».