انعقد اليوم الأربعاء 27 يونيو 2012 الملتقى الوطني حول سياسة المدينة الذي يعتبر تتويجا لمشاورات محلية و جهوية التي قامت بها وزارة السكنى و التعمير و سياسة المدينة مع مختلف الفاعلين و المتدخلين في مجال تهيئة و تدبير شؤون المدينة، حضرة رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، و وزير السكنى و التعمير، نبيل بنعبد الله، ووزير من بوركينافاصو و مختلف الفعاليات المدنية و الحقوقية و السياسية، بالإضافة إلى أعضاء الحكومة والبرلمان. و استهل الملتقى بكلمة للسيد عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة المغربية، اعتبر أن سياسة المدينة إحدى أولويات البرنامج الحكومي، الذي يولي أهمية قصوى للمدينة بمفهومها الشامل، مضيفا أن السياسة التي كانت متبعة في المدن كانت فاشلة فأعطت عمرانا غير متناسق عرفت اختلالات يجب القطع معها والعمل بشكل تشاوري للمضي قدما لوضع مدن بمواصفات جديدة، و ذكر أن المدن المغربية لها إشعاعها و لها خصوصيات، معتبرا ان سياسة المدينة تستند على مفاهيم الحكامة الجيدة و التشاور مع الشركاء، من مؤسسات و منتخبين و فاعلين اقتصاديين. ...
وطالب بنكيران من وزيره في السكنى و التعمير، أن يتبع الملتقى بالأعمال، و في حالة عدم انجاز المشروع على ارض الواقع و تطبيقه فلا داعي لمثل هذه الملتقيات.
و في الشق المتعلق بالدور الآيلة للسقوط، قال عبد الإله بنكيران، أن السلطات المعنية ستعمل على إفراغ سكان المنازل الآيلة للسقوط و لو ب"القوة"، في حالة امتناعهم عن الإفراغ، و إسكانهم في أي مكان أخر مؤقتا في انتظار إيجاد حل مناسب لهم، متسائلا "أي سياسة للمدينة إن لم تنقذ أرواح المواطنين؟". و لم يغفل بنكيران في تقديم تشكراته إلى مولاي إسماعيل العلوي، الامين العام السابق لحزب التقدم و الاشتراكية، كونه صاحب الفكرة و إليه يرجع الفضل، حيث أوصى عبد الإله بنكيران أثناء تعيينه على رأس الحكومة ب"سياسة المدينة و التنمية القروية".
و في كلمة لنبيل بنعبد الله، وزير السكنى و التعمير وسياسة المدينة، تطرق و بعجالة إلى كرونوجيا الحوار الوطني منذ انطلاقه لما يزيد عن 3 أشهر، على شكل لقاءات مع مختلف الفاعلين و المتدخلين في مجال السكنى و التعمير، كما عرف الحوار تنظيم لقاءات أكاديمية ببعض المؤسسات العمومية و الجامعات المغربية.
و أضاف بنعبد الله انه "وفق المنهجية التشاركية لسياسة المدينة تم تجميع توصيات هامة لصياغة معرض مرجعي ليشكل مدخل لهذه السياسية ليكون العمل ملموسا للاستجابة إلى انتظارات المواطنين في الحين،" و اعتبر ان التشاورات كانت مختبرا لتوليد أفكار رفيعة و هامة لتحويلها إلى تقدم.
و اضاف بنعبد الله أن سياسة المدينة هي سياسة إرادية تهدف الى تعزيز دور المدن الكبرى لخلق الثروة و تحقيق النمو، و تجعل من تحسين الخدمات و المرافق العمومية و التنقل أهم أولوياتها و صلب انشغالاتها، كما تنبني هذه السياسة على "مقاربة مبتكرة تؤسس للرؤية الافقية و تعمل على تحقيق الانسجام بين مختلف التدخلات العمومية تتطلب الانفتاح على طرق جديدة تحترم الخصوصيات القطاعية و تعتمد على مقاربات التنسيق البيوزاري المنسجم المبني على التشارك مع الفرقاء المحليين."
ويستمر اللقاء بإلقاء عروض ومداخلات لمختلف الفاعلين والمهتمين بسياسة المدينة، حيث من المنتظر ان يختتم مساء اليوم بقراءة خلاصات الملتقى.