لم ينته المشروع القطري في دعم الإخوان المسلمين، وفروعهم بالعالم العربي، وتعتبر "الجزيرة" المحتضن الرسمي لمواقف العدالة والتنمية بالمغرب باعتباره أحد فروع التنظيم الدولي للإخوان، ومع انطلاق الحملة الانتخابية شرعت منظومة الجزيرة (حتى لا نقول قناة) في بث تقارير حول الانتخابات في المغرب كلها تهدف إلى دعم حزب الإسلاميين المندمجين المغاربة، كما شرع موقع القناة في نشر مواضيع ظاهرها الموضوعية وباطنها الخدمة الرسمية للحزب، الذي يترأس الحكومة، ومن نماذجها الموضوع المنشور تحت هذا العنوان "انتخابات المغرب.. تيار الإصلاح في مواجهة القوى السلطوية". المقال حاول الإتيان بآراء معارضة لحزب العدالة والتنمية، لكن من باب دس السم في العسل بل طغيان السم على كل شيء، فقد قسم كاتب المقال المشهد السياسي إلى فسطاطين، تيار الإصلاح بزعامة العدالة والتنمية ومن يدور في فلكه ومحاولة تصوير التقدم والاشتراكية كممثل لليسار داخل الحكومة، والإيحاء بأن هناك تناغم بين اليسار والإسلاميين والقوى التقدمية والديمقراطية، مع العلم أن نبيل بنعبد الله رشح الأعيان ليحصل بهم على فريق ودون جدوى، وتيار السلطوية جمع فيه الأصالة والمعاصرة وما أسماه الدولة العميقة.
الموضوعية التي تدعيها القناة وحمل شعار الرأي والرأي الآخر مجرد أكاذيب، اتضحت مع أولى موجات ما سمي ب "الربيع العربي"، فالعنوان الذي وسمت به المقال غير موضوعي ودعائي وفيه الكثير من المكر القطري تجاه المغرب، الذي أغلق النوافذ بعد الأبواب تجاه هذا البوق التخريبي، الذي يستعمل الكذب والأشرطة المفبركة من أجل استثارة الرأي العام، وكان لها دور كبير في تخريب ليبيا واليمن وسوريا ومصر.
وما كان للجزيرة أن تتدخل في شؤون المغرب الداخلية لولا أنها منظومة سياسية ترعى التنظيم الدولي للإخوان المسلمين ومن بين فروعه العدالة والتنمية، الذي يعتبر ثمرة اندماج مجموعة بنكيران في حزب الدكتور الخطيب برعاية صالح أبو رقيق، القيادي في التنظيم الدولي، وبراء الدين الأميري، القيادي في الإخوان المسلمين بسوريا الذي يتوفر على تنظيم مسلح منذ سبعينيات القرن الماضي.
ومنذ زمن وضع الحزب الإسلامي، الذي يقود الحكومة في المغرب، في جرة القناة من خلال تعيين صهر قيادي كبير في حركة التوحيد والإصلاح وأحد فقهائها مديرا للبرامج بهذه القناة عن طريق تدخل مباشر للشيخ يوسف القرضاوي، مفتي الفتن في العالم العربي، وبالتالي هناك من يمارس التحريض ضد المغرب ممن توافق هواهم مع هوى الدولة المجهرية قطر.