ينقسم خصوم العدالة والتنمية في وصف الحزب لصنفين، صنف يضم قوى علمانية وإسلامية يعتبر العدالة والتنمية حزبا "مخزنيا" صنعه المخزن لمواجهة القوى "الحداثية التقدمية"، أو لقطع الطريق على الحركات الإسلامية "الحقيقية"، وصنف ثاني يضم قوى علمانية ومصلحية يعتبره حزبا "ظلاميا" عضوا في ما يسمى "التنظيم العالمي للإخوان المسلمين". وسنقتصر على نماذج لبعض الأقوال والكتابات لكلى الصنفين؛ فالنسبة للصنف الأول فقد كتب أحدهم في موقع الحوار المتمدن –لسان اليسار العربي- يقول "حزب العدالة والتنمية حزب مخزني 100% وقاعدته تتكون من البرجوازية الصغرى والمتوسطة أي أن تطلعاته وطموحاته برجوازية محضة، وهو يؤيّد الملكية التنفيذية ويعارض فكرة الملكية البرلمانية ويحارب حركة 20 فبراير منذ البداية وإلى يومنا هذا، وقبل بالدخول في اللعبة السياسية المخزنية والقيام بدور المعارضة"، وكتب آخر في نفس الموقع "حزب العدالة والتنمية صنيعة مخزنية، منذ ظهور ما كان يسمى بالشبيبة الإسلامية، التي تحولت فيما بعد إلى حزب العدالة والتنمية؛ لأنه في نشأته وفي تطوره لم يكن يخدم إلا مصالح المؤسسة المخزنية والطبقة الحاكمة". وفي نفس السياق كتب "محمد بودهان" في مقال بهسبريس يقول " فإذا بهذا الحزب سيثبت، من خلال ممارسته "للسلطة"، أنه المذلل لكل العقبات التي كانت تقف في طريق المخزن منذ خروج حركة 20 فبراير إلى الشارع، وأنه الداعم للتسلط المخزني". كما اعتبر "الزعيم" الجديد لحزب الاتحاد الاشتراكي العدالة والتنمية بأنه صنيعة الإدارة، وبأن المخزن لجأ إلى تكوينه لمحاربة تجربة التناوب التوافقي، وهو مأكده "رفيقه" الجديد "زعيم" حزب الاستقلال بقوله أن الحزب صنيعة إدريس البصري. وعلى نفس المنوال سار قياديو الحزب "السلطوي" حيث كتبت "خديجة الرويسي" في موقع هسبريس تقول "والسيد الهيلالي يريد بإرساله رسائل الود و المحبة لصديقه بنهاشم أن يقدم برهان الوفاء و الإخلاص للأصدقاء القدامى لوزير الداخلية الأسبق إدريس البصري، الذين رعوا تنظيم الإخوان المسلمين بالمغرب و استنبتوه في التربة المغربية و قدموا له مساعدات جمة أمنية و تنظيمية و سياسية، و ما يزالون بطرق مختلفة، ليقوم بدور التصدي لليسار و الديمقراطيين و الحداثيين في المغرب باستعمال العنف المادي و الرمزي على السواء". هذا دون الحديث عن مئات المقالات والندوات و"الحلقات" التي تجعل ديدنها اتهام العدالة والتنمية "بالتمخزن". أما الصنف الثاني فأمره "عجيب" ذلك أنه يضم طيفا واسعا من الصنف الأول مضاف إليه قوى الفساد والتحكم، فنفس القيادية في الحزب "السلطوي" تتهم العدالة والتنمية –وفي نفس المقال- بالظلامية والانتماء للتنظيم العالمي للإخوان المسلمين حيث كتبت تقول " عبر الهيلالي ممثل حركة التوحيد و الإصلاح التي تعتبر فرع المغرب للتنظيم العالمي للإخوان المسلمين عن أسفه لإقالة صديقه بنهاشم من على رأس المندوبية العامة لإدارة السجون و إعادة ...و لا يسعني إلا أن أستغرب كيف أن الهيلالي و أصدقاءه لم يتباحثوا في شأن الطعن في قرار الإقالة أمام القضاء مع علمهم أن أحد إخوتهم المنتمي للتنظيم نفسه هو من على رأس وزارة العدل"، وكتب زميلها في الحزب الذي يشغل موقع "أستاذ جامعي" في مقال بموقع "هسبريس" يقول "في الماضي كما في الحاضر تبرز الدلائل على أن ليس حزب العدالة و التنمية بالمغرب هو من فقط ينتم إلى هدا التنظيم بل هو المحور الأساسي في استراتجيته المبنية على تشكيل دولة الخلافة الاسلامية التي اصطدمت بسقوط الدولة العثمانية. بل الأدهى من ذلك، و في قلب العاصفة التي يعيشها التنظيم في عدة دول، أصبح حزب العدالة و التنمية هو الذراع الذي يسوق للشرعية للتنظيم على المستوى العالم.. وفي ظل التحولات التي يعيشها تنظيم الإخوان المسلمين في العالم، خاصة في مصر، تونس، سوريا و ليبيا. لابد من التأكيد على أن المغرب أصبح الرهان الاخير للتنظيم" -منقول دون تصحيح-. فهل حزب العدالة والتنمية حزب مخزني؟ أم أنه حزب "إخواني"؟ فإذا كان مخزنيا فكيف يكون "إخوانيا"؟ وإذا كان مخزنيا لماذا تهاجمه القوى والأحزاب المصلحية والإدارية؟ ولماذا تمت مواجهته وحتى التفكير في حله سنة 2003 واعتقال قياداته والتلاعب في نتائج الانتخابات ضده؟ وإذا كان إخوانيا فلماذا تهاجمه بعض القوى الإسلامية؟ إن حزب العدالة والتنمية بكل اختصار هو حزب مغربي مدني ذو مرجعية إسلامية، مستقل وديمقراطي. *الكاتب الإقليمي لشبيبة العدالة والتنمية- سطات