انتقد حسن أوريد التوزيع غير العادل للثروة وقال في حوار مع سي إن إن عربية هناك "مناطق فقيرة وأخرى غنية، وحتى داخل هذه المناطق الغنية، ازداد غنى فئات معينة بينما ازداد فقر فئات أخرى، لذلك يجب التفكير في ميكانيزمات الحد من هذا التوزيع السيئ للثروة". من يقرأ هذا الكلام دون أن يعرف قائله يظن أنه ثائر باع نفسه من أجل قضايا الفقراء والمحرومين، ويضحي بوقته وماله في سبيل النضال قصد تغيير الأوضاع، لكن المفاجأة لما تعرف أن قائله هو حسن أوريد، الناطق الرسمي السابق باسم القصر والمؤرخ السابق للمملكة والوالي السابق لمدينة مكناس المنسية، والذي حوله إعلام "الخردة" إلى كاتب ومفكر، ومنظر في الحركات الإحتجاجية، وليس لا مناضل شرس ضد المخزن....
نسأل إعلام "الخردة" عن المشروع الفكري الذي يتصدى له حسن أوريد؟ وعن أية فكرة يدافع؟ وهل قرؤوا له كتاب "مرآة الغرب المنكسرة" المنقول من أوله إلى آخره دون إحالات على أصحاب الأفكار؟ أم أن الرجل يبحث عن موقع قدم ووجود أينما وجد وعلى حساب أصحاب الفكر الحقيقيين؟
لا يمكن لمن غرق في النهب أن يتحدث عن التوزيع العادل للثروة. حسن أوريد ابن معلم من نواحي الرشيدية، أتيحت له فرصة للدخول للقصر قصد الدراسة، ولم يكتف بالرواتب التي تلقاها عن مهامه ووظائفه، بل تحول إلى ملياردير بفضل الأموال التي غنمها مستعملا صفاته السلطوية المتعددة، ولما فاحت رائحته وأزكمت الأنوف تم التخلص منه بدون رجعة.
صاحب التوزيع العادل للثروة استولى على مئات الهكتارات بتولال أيام كان والي على مكناس، حيث استغل منصبه وصفته السابقة من أجل حيازة آلالاف الهكتارات بثمن رمزي وضعها في اسم زوجته وشريك أدى الثمن، ناهيك عن غنيمة الحاجب باسم شقيقه، حيث "داخ" صاحبها، وهو مهندس من البيضاء، وسط المحاكم لكن لم ينل شيئا نظرا لقوة أوريد حينها.
كيف لصاحب التوزيع العادل للثروة أن يدافع عن نفسه لما نقول له إن مشارك لواحد من تجار الممنوعات وبفضل أمواله اشترى فنادق وحاز على شركة لتوزيع المحروقات بعد أن لعب على أصحابها؟
صاحب التوزيع العادل للثروة له ثلاث فيلات بالهرهورة حازها عن طريق صفة "خدام الدولة"، دون التساؤل عن حساباته البنكية المنتفخة ودون اللوحات الفنية الثمينة والمخطوطات الناذرة، التي جعلها ملكه، أيام كان ذا سلطة وجاه.
هذا هو حسن أوريد ابن الأسرة الفقيرة الذي تحول هو وعائلته إلى أغنياء وأثرياء يملكون العقارات والفنادق والأسواق الممتازة والشركات، لقد تحول حسن أوريد من مكتري لشقة بثمن 200 درهم من الأملاك المخزنية الى مالك لعقارات لاتعد ولا تحصى... فأين التقسيم العادل للثروة يا تشي غيفارا زمانه....
حديث حسن أوريد عن التوزيع العادل للثروة شبيه بالعاهرة التي تلقي محاضرة حول الشرف.... ولنا عودة للموضوع بالتفصيل الممل...