لم تتورع شقيقة الحبيب الشوباني، رئيس جهة درعة تافيلالت والقيادي في حزب العدالة والتنمية، في التهكم على الجماهير التي خرجت يوم الاحد المنصرم للاحتجاج على سياسة اخيها التدبيرية لشأن الجهة، ووصف كل المشاركين في التظاهرة بأقدح الاوصاف.. فتيحة الشوباني، التي ترأس "شبكة نساء الأطلس تافيلالت" وحصلت على دعم مالي سخي يعد بالملايين من مجلس شقيقها ومن جهات أخرى تابعة للحزب الحاكم، لم تجد في قاموسها اللغوي من مصطلح لتصف به الجماهير الغاضبة بالرشيدية سوى "الحمير"، مقتفية بذلك أثر زعيم حزب المصباح الذي علمهم الاستشهاد بقاموس يمتح من متون كتاب الحيوان وكليلة ودمنة..
"بديعة زمان" العدالة والتنمية وفارسته المغوارة التجأت إلى قصيدةٌ كتبها بديع الزمان الهمذاني مدحاً للصحابة وذباً عنهم، وذلك رداً على قصيدةٍ لأبي بكر الخوارزمي، وكأني بشقيقة الشوباني تريد ان تقول بان الجماهير الغاضبة على رئيس جهة درعة تافيلالت "كافرة" وانها هي وإخوانها مؤمنون ورعون، لأن أبي بكر الخوارزمي وُصف بالكافر وبأوصاف قبيحة من طرف أبي فراس الهمداني والذين نشروا شعره في الرد على الخوارزمي، وهنا يتضح بالملموس كيف يختفي مريدو العدالة والتنمية بكل ماله علاقة بالدين لاستغلاله ضد كل من سولت له نفسه انتقاد سياستهم التي ابانت عن فشلها سواء على المستوى الوطني أوالجهوي أو المحلي..
وجاء في المقطع الشعري الذي استشهدت به شقيقة الشوباني:
سوفَ ترى إذا انجلى الغبار ************ أفرس تحتيَ أم حمار
وهذا البيت هو الاخير ضمن قصيدة بديع الزمان الهمداني في الرد على أبي بكر الخوارزمي، إلا ان شقيقة الشوباني تغاضت عن الابيات الاخرى تحمل الكثير من السب والشتم في حق الخوارزمي، وكان عليها ان تكمل "معروفها" وتنشر القصيدة كاملة بدل الاختفاء وراء بيت واحد ووحيد اقتطعته من سياقه رغم ما يحمله من حمولة خطيرة، إلا ان هذا البيت وحده كاف لرفع دعوى قضائية بتهمة السب والقذف في حق ابناء الرشيدية التي تسلط عليهم "الشوبانيون" في محاولة لفرض قوانينهم الخاصة وكيل العبارات القدحية والوقحة في حق ابناء تافيلالت الذين لا يقبلون الاستكانة لواقع الحال الذي يتسم بالفساد والمحسوبية في توزيع غنائم وخيرات المنطقة بين الاحبة والاخوة والصحاب..
ويأتي رد فعل "بديعة زمان" العدالة والتنمية، من خلال موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، للسخرية من المواطنين الذين نظموا بمدينة الرشيدية، مساء يوم الأحد 14 غشت الجاري، مسيرة حاشدة لم يسبق لها مثيل بالاقليم، حيث حج الآلاف من سكان جهة درعة تافيلالت، رافعين شعارات ولافتات مطالبين بعزل الحبيب الشوباني من رئاسة الجهة، وذلك عقب فضائحه التي اضحت تزكم انوف ساكنة المنطقة ومعها الرأي العام الوطني.