انهارت الأسواق الأوروبية عند الافتتاح اليوم الجمعة 24 يونيو، إذ لم تكن تتوقع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لتحذو بذلك حذو الأسواق الآسيوية والجنيه الإسترليني الذي تراجع إلى أدنى مستوى له منذ العام 1985. وتراجعت بورصة باريس بنحو 10 في المائة وفرانكفورت ب10 في المائة تقريبا ولندن بأكثر من 7 في المائة.
ووقع الصدمة شبيه بالإضرار التي نجمت عن إفلاس مصرف "ليمان براذرز" الأميركي في العام 2008 مع تأثر القطاع المصرفي بشكل خاص. وسجل مصرف "دويتشه بنك" تراجعا بأكثر من 16 في المائة كما هو الحال بالنسبة ل "بي ان بي باريبا" بينما تراجع "سوسييتيه جنرال" بأكثر من 25 في المائة.
وأشار الكسندر باراديز المحلل لدى "اي جيه فرانس" أن "الأسواق لا تصدق ما حصل وتفاجأت بالنتائج غير المتوقعة والأمر مثل العدوى التي تنتشر". وقال المحلل في مجموعة "اي تي اكس كابيتال" جو راندل انها "واحدة من اكبر الصدمات في الاسواق في التاريخ". وأضاف أن "كل العالم سيشعر بالانعكاسات".
وأشار إلى أن "حجم الأضرار يصعب تقييمه لكنه سيكون الأكبر على الأرجح منذ افلاس مصرف ليمان براذرز في 2008". ومنذ بدء حملة الاستفتاء كانت الأسواق تخشى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وما يمكن ان يترتب عليه من انعكسات كارثية على الاقتصاد الاوروبي والعالمي وأيضا على عالم المال.
وبعد ان ارتفع الجنيه الاسترليني الى اكثر من 1,50 دولارا عند اغلاق مراكز الاقتراع، عاد وتراجع في البدء الى ما دون 1,45 دولارا ثم الى 1,40 دولارا قبل ان يواصل انهياره الى مستويات غير مسبوقة منذ العام 1985 ليصل الى 1,3229 دولارا ليفقد اكثر من 10 في المائة من قيمته خلال النهار. وعند افتتاح الاسواق كان سعر الجنيه يقارب 1,3686 دولارا.
في موازاة ذلك، سجلت القيم المرجعية مثل الين واونصة الذهب ارتفاعا كبيرا بينما تهافت المستثمرون على سوق السندات. وارتفع الذهب الى اعلى قيمة له منذ عامين. وسجلت سندات الدين الالمانية نتيجة سلبية كما كان معدل الاقتراض على عشر سنوات في فرنساوبريطانيا عند ادنى مستوى تاريخي له بينما اهمل المتعاملون سندات ديون الدول الاكثر هشاشة.
وبخصوص الاسواق المالية الاسيوية، بدأت بورصة طوكيو بتحقيق ارباح معتدلة قبل ان يتغير هذا الميل بشكل مفاجئ بعد ساعة لتتراجع بنحو 8 في المائة عند الاغلاق.
كما خسر عملاقا تصنيع السيارات اليابانيان "تويوتا" و"نيسان" اللذين لديهما مقرات في بريطانيا اكثر من 8 في المائة. اما بورصة هونغ كونغ فتراجعت بأكثر من 5 في المائة في النصف الثاني من جلسة التداول.
وكان مصرفا "اتش اس بي سي" و"ستاندرد تشارترد" الأكثر تضررا مع تراجع بأكثر من 10 في المائة و11 في المائة تباعا. وبالنسبة الى البورصات الاخرى في منطقة اسيا المحيط الهادئ، فقد تراجعت سيدني وسيول بأكثر من 3 في المائة وشنغهاي بأكثر من 1 في المائة.
وتأثر النفط ايضا بالأجواء العامة، مع تراجع بأكثر من 6 في المائة في التبادلات الالكترونية في أسيا. وعلق المحلل لدى "سي ام سي ماركتس" في سيدني لوكالة "بلومبورغ" بان "النفط يتأثر بالفوضى التي تسود الأسواق بعد التصويت".