أكد بيتر فام، مدير (أفريكا سانتر) التابع لمجموعة التفكير الأمريكية (أطلانتيك كاونسيل)، امس الأربعاء، أن الزيارة الرسمية التي يقوم بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى جمهورية الصين الشعبية "تعد بتكامل كبير لفائدة إفريقيا" بين المملكة وهذه القوة العالمية، وهما الأمتان اللتان تتميزان بامتدادهما الاقتصادي والسياسي في القارة الإفريقية. وأكد هذا الخبير في القضايا الاستراتيجية الإفريقية، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه "من الواضح أن هناك تكاملا كبيرا بين المغرب والصين في إفريقيا. بدون شك ستكون هناك فرص مربحة لجميع الأطراف".
وذكر في هذا السياق بأن "المغرب يعد ثاني أهم مستثمر إفريقي في القارة الإفريقية، والأول من نوعه في غرب إفريقيا، بينما ظلت الصين خلال السنوات الأخيرة أكبر شريك تجاري للقارة"، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق بمزايا كل من الرباط وبكين من أجل إرساء تعاون ثلاثي فعال وعملي .
وتابع أن قوة امتداد المغرب في إفريقيا تتمثل في أن "ما لا يقل عن 10 بالمئة من مجموع المعاملات المالية بالقارة هي أصول للشركات المغربية العاملة في هذا الجزء من العالم ."
ومن الناحية الاستراتيجية، أضاف أن توقيع إعلان الشراكة الاستراتيجية من قبل صاحب الجلالة الملك محمد السادس ورئيس جمهورية الصين الشعبية، فخامة السيد شي جين بينغ، يدل على "حكمة وتبصر قيادة صاحب الجلالة، الذي يسعى إلى تنويع الشراكات مع الدول المؤثرة في العالم ."
وخلص الخبير الأمريكي إلى أن المصداقية التي يتمتع بها المغرب بين الأمم "تؤهله بدون أدنى شك إلى الانخراط في هذا النوع من التحالفات الاستراتيجية".
يذكر أن ثلاثين دولة فقط في العالم هي من وقعت هذا النوع من الشراكة الاستراتيجية مع الصين. ومن خلال هذا، تريد الصين أن تقول للعالم بأنها تدرك جيدا بأن المغرب يعد واحدا من الدول المحورية التي يمكن لبكين الاعتماد عليها لتجعل من هذه الشراكة مبادرة مستدامة ومفيدة للطرفين، وهو ما يزكي الطبيعة الخاصة لهذه الوثيقة .
وبالنظر إلى أهميتها غير المسبوقة ومتعددة الأبعاد، فإن هذه الوثيقة تخط المحاور والآفاق المستقبلية للتعاون بين البلدين، وتعبر عن الرغبة في إدراج هذه العلاقة في إطار استراتيجي، وتحدد بوضوح المبادئ التي تقود هذه الشراكة المرتكزة أساسا على الصداقة والتضامن والتعاون، وتبرز محاور التعاون المستقبلي (السياسية والعسكرية والاقتصادية والثقافية...).