اعتبر الخبير البيروفي في العلاقات الدولية، كريستيان راميريث إيسبينوثا، أن الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، "مطالب بتصحيح تصريحاته المغلوطة جدا حول الصحراء المغربية والتي خرج فيها عن جادة الصواب". وقال الكاتب الصحافي، والخبير القانوني في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن الانزلاقات اللفظية لبان كي مون والتي لم يسبق لأي أمين عام للأمم المتحدة أن أدلى بها تعكس جهل أسمى مسؤول أممي بقضية الصحراء، وتعتبر "خطأ فادحا" ارتكبه الأمين العام للأمم المتحدة كان يفترض فيه التزام الحياد في معالجة ملف الصحراء.
ولاحظ راميريث إيسبينوثا أن بان كي مون، بتصريحاته من الجزائر خلال جولته الأخيرة بالمنطقة، أخطأ بشكل كبير وفي النفس الأخير من ولايته التي تشارف على الانقضاء، مضيفا أن "ذلك جعل الشعب المغربي أكثر تلاحما ليس في المغرب فحسب بل في جميع أصقاع العالم حيث أينما تواجد مغربي إلى وخرج منددا بهكذا تصريحات ومدافعا على سيادة المغرب على صحرائه".
وفي تقدير الخبير البيروفي فإن نزاع الصحراء بات أكثر تعقيدا بسبب وجود أطماع لبلدان مجاورة، تستهدف الصحراء المغربية، معتبرا أنه "لو لم يكن الأمر كذلك لكانت مشكلة الصحراء قد وجدت طريقها إلى الحل داخليا على اعتبار أن الصحراويين هم في نهاية المطاف مغاربة وهنا يكمن الحل.. ولكن عندما تتدخل مصالح أجنبية، في إشارة إلى الجزائر، لدعم الانفصال ومحاولة تقسيم المغرب يستمر النزاع لأزيد من أربعين سنة ليرهن التقدم في المنطقة المغاربية برمتها".
وفي هذا الصدد، أوضح راميريث إيسبينوثا أن أفضل حل من شأنه أن يفضي إلى تسوية نهائية للنزاع حول الصحراء يتمثل في مبادرة الحكم الذاتي التي وصفتها المجموعة الدولية بالجدية وذات المصداقية، مبرزا أن هذه المبادرة المغربية سيتم القبول به "إن عاجلا أم آجلا" لأنها أفضل مقترح لفائدة ساكنة الصحراء التي سيكون بوسعها تدبير شؤونها المحلية والسياسية والاقتصادية والتنموية بنفسها في إطار سيادة المملكة .
وحسب الباحث البيروفي فإن زيارته، الشهر الماضي، إلى المغرب وتحديدا إلى مدينة الداخلة خلال مشاركته في أشغال الدورة الأخيرة لمنتدى "كرانس مونتانا" مكنته من أن يعاين عن قرب مدى التطور الكبير الذي تحقق في مختلف الأقاليم الجنوبية لا سيما على مستوى البنيات التحتية والطرق والمؤسسات الصحية والتعليمية والمطارات والموانئ القادرة على ربط الصحراء المغربية بعمقها الإفريقي.
وخلص راميريث إيسبينوثا إلى أنه بعد جلاء الاستعمار الإسباني عن الصحراء المغربية قبل 40 سنة كانت المناطق الجنوبية للمملكة أرضا شبه قاحلة، ولكن سرعان ما تحولت إلى فضاءات للنماء والازدهار بفضل مشاريع كبرى أطلقها المغرب وأحدثت ثورة تنموية فريدة بالمنطقة.