أكد الأكاديمي البيروفي والخبير في العلاقات الدولية، إدواردو أرويو، أن التصريحات التي أدلى بها الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، من الجزائر خلال جولته الأخيرة بالمنطقة أشعلت فتيل نار نزاع إقليمي مفتعل حول سيادة المغرب على صحرائه. واعتبر الكاتب الصحافي، المتخصص في العلوم السياسية والقضايا الاستراتيجية لشمال إفريقيا والشرق الأوسط، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه الانزلاقات اللفظية "لم تأت للمساهمة في إيجاد حل لنزاع طال أمده، بل جاءت منافية لمهام ودور الأمين العام للأمم المتحدة الذي يفترض فيه أن يكون حكما عدلا وحريصا على دعوة أطراف النزاع إلى الحوار والتوافق لإيجاد تسوية لهذا المشكل المفتعل الذي يبدو أن هناك من بلدان المنطقة من يرغب في إذكاء ناره".
وفي هذا السياق، أضاف الأستاذ بجامعة "ريكاردو بالما" بالعاصمة ليما أنه "بات من الواضح الآن أن هناك من بين بلدان الجوار من يدعم الانفصال في الصحراء المغربية، بل ويعمل على تزويد جبهة البوليساريو بالسلاح"، مشيرا إلى أن هذا الأمر، في نظره، "لا يقف عند مجرد الدفاع عن أطروحة الانفصال بل يتعداه إلى حسابات جيو-استراتيجية بالمنطقة المغاربية".
وفي هذا السياق، لاحظ الأكاديمي بالجامعة الوطنية البيروفية "مايور دي سان مركوس"، أن بلدا جارا للمغرب، في إشارة إلى الجزائر، "يتمثل كل همه في الحصول على منفد سريع نحو المحيط الأطلسي".
وحسب الخبير البيروفي فإن "مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب سنة 2007 والتي تحمل في ثناياها السلم والاستقرار لجميع أطراف النزاع تعتبر أكثر الحلول واقعية على اعتبار أنها تضمن للصحراويين العيش فوق التراب المغربي مع توفير جميع سبل الحياة الكريمة في مجالات التعليم والتربية والصحة والبنيات التحتية بالإضافة إلى احترام اللغة والثقافة المحلية".
وفي تقدير إدواردو أرويو، الذي سبق له أن أصدر العديد من المؤلفات في التاريخ والسياسة وعلم الاجتماع، فإنه ليس هناك أدنى شك أن الصحراء كانت على الدوام جزءا وامتدادا غير منفصل عن التراب المغربي وجميع القبائل الصحراوية كانت لها روابط البيعة مع سلاطين المغرب، بالإضافة إلى أواصر الدم والامتداد الجغرافي والعرقي، مبرزا أن هذه الروابط، التي لا يمكن فصلها عن بعضها، شكلت موضوعا رئيسيا لمداخلته خلال الدورة السبعين للجنة الرابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة التي انعقدت في أكتوبر 2015.