أكد الأكاديمي والخبير الأرجنتيني، أدالبيرتو كارلوس أغوزينو، أن تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، بخصوص الصحراء تدخل غير مقبول ومس بالسيادة والوحدة الترابية لدولة عضو في الأممالمتحدة. ففي مقال بعنوان "ديماغوجية بان كي مون تعصف بالمنطقة المغاربية"، نشرته أمس الأحد وكالة الأنباء الأرجنتينية المستقلة (طوطال نيوز)، أوضح الأكاديمي الأرجنتيني، المتخصص في العلوم السياسية، أن "الانتهازية والديماغوجية والشعبوية مدانة في السياسة، لكنها تصبح موضع شجب كبير عندما تصدر عن مسؤول دبلوماسي دولي يتوقع من تصريحاته ومواقفه الموضوعية والحياد".
كما اعتبر أنه "ليس من باب العدل القيام برحلة سياحية إلى الصحراء والإدلاء في أعقاب ذلك بتصريحات متناقضة جرحت ومست مشاعر 33 مليون مغربي وأبقت على العداوات قائمة في المنطقة المغاربية".
وسجل أغوزينو، الأستاذ بجامعة جون إف. كينيدي ببوينوس أيريس، أنه بعد تسع سنوات قضاها بان كي مون على رأس الأممالمتحدة ب"حصيلة أقل من متواضعة لم تتمكن فيها هذه المنظمة من تحقيق أي إنجاز يذكر"، يخرج في آخر أشهر ولايته بتصريحات "مفاجئة وغير مسؤولة" بخصوص الصحراء المغربية.
وأضاف أغوزينو، الذي يشغل أيضا منصب رئيس "جمعية أصدقاء المملكة المغربية بالأرجنتين"، أن بان كي مون لم يستطع، خلال فترة ولايته على رأس الأممالمتحدة، من "إنهاء أي نزاع عبر العالم، ولم يتمكن من منع حدوث أي من الحروب والأزمات الدولية التي تضرب العالم".
وفي تقدير الخبير الأرجنتيني، فإن الأمين العام للأمم المتحدة "فشل في إيجاد حل للنزاع حول الصحراء، ولم يكترث كثيرا لمعاناة المواطنين المغاربة المحتجزين بغير وجه حق في معسكرات الاعتقال التي تشرف عليها البوليساريو فوق التراب الجزائري".
وأثار كاتب المقال الانتباه إلى أن بان كي مون وبعد أن "شارفت ولايته على الانقضاء حاول أن يظهر بوجه المدافع عن الصحراويين، وهو المسؤول في الواقع عن عدم تقديم أية استراتيجية تحظى بقبول الأطراف لحل هذا النزاع"، كما "لم يفعل شيئا من أجل تطبيق المقترح الوحيد والواقعي لحل مشكل الصحراء والمتمثل في مبادرة الحكم الذاتي الموسع" التي تقدم بها المغرب في أبريل من سنة 2007.
وتساءل أغوزينو عما قامت به الأممالمتحدة خلال العشر سنوات الأخيرة لتحسين ظروف عيش الساكنة المحتجزة في تندوف.. ¿، مذكرا بأن "الأممالمتحدة أبانت عن عجزها في إحصاء سكان مخيمات تندوف، كما لم تتمكن من وقف الاختلاس الممنهج للمساعدات الإنسانية من قبل قادة البوليساريو والمسؤولين الجزائريين، كما وقفت عاجزة عن منع الأنشطة الإجرامية التي يتم التخطيط لها انطلاقا من هذه المخيمات لتدمير منطقة الساحل والصحراء".
وفي المقابل، أشار الأكاديمي الأرجنتيني إلى أن "واقع الحال يكشف أن المغرب، وهو الذي يهمه بحق مستقبل صحرائه، قام وعلى مدى عقود باستثمارات ضخمة بملايين الدولارات بأقاليمه الجنوبية وذلك لتحقيق الازدهار بالمنطقة ولينعم المواطنون بحياة كريمة".
وخلص الكاتب إلى أن الشعب المغربي بقيادة جلالة الملك محمد السادس برهن للعالم عن تشبثه بالوحدة الترابية للمملكة والتي لا تقبل التصرف، وعن رفضه للتصريحات "اللامسؤولة" لبان كي مون في مسيرة تاريخية مليونية جابت شوارع الرباط ومدنا أخرى من تنظيم الأحزاب السياسية والنقابات ومنظمات المجتمع المدني.