أطلقت شخصيات سياسية ومدنية وعسكرية جزائرية عريضة للمطالبة بإطلاق سراح الجنرال المتقاعد حسين بن حديد، المسؤول السابق عن جهاز مكافحة الإرهاب والمعتقل احتياطيا منذ أكثر من أربعة أشهر، والذي يخوض حاليا إضرابا عن الطعام احتجاجا على أوضاعه السجنية وعلى محاكمته غير العادلة وعدم السماح له بالعلاج. وتهدف هذه العريضة، حسب موقعيها إلى إنقاذ حياة الجنرال المتقاعد، الذي رفض أخيرا تناول الدواء مع مضاعفاته الصحية. ولقد تم اعتقال بن حديد، المقرب من الجنرال القوي توفيق مدين مدير الأمن والاستعلامات الذي تمت إقالته أخيرا، (تم اعتقاله) يوم 30 شتنبر الماضي أسبوعين بعد تصريحات قوية انتقد فيها مسؤولين كبارا وكذلك رئيس ملتقى رؤساء الشركات في حوار إذاعي.
وبعد الاستماع إليه من قبل قاضي التحقيق وجه إليه تهمة القيام بحملة للمس بمعنويات الجيش من أجل ضرب الدفاع الوطني وهي تهمة تتراوح عقوبتها بين خمس وست سنوات.
وحمل محامي الجنرال حسين بن حديد، وزير العدل مسؤولية ما سيترتب عن تدهور حالته الصحية جراء الإضراب عن الطعام والدواء الذي بدأه منذ حوالي أسبوع.
وتخشى عائلة الجنرال من أن تؤدي حالته الصحية المتدهورة إلى وفاته. وجاء قرار إضراب الجنرال عن الطعام والدواء، بعد رفض إدارة السجن نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج بسبب تدهور وضعه الصحي.
ويرى مراقبون أن قضية بن حديد سياسية بالدرجة الأولى نظرا للطريقة التي أوقف بها الجنرال بن حديد في الطريق السيار ووضعه في الحبس المؤقت لمدة طويلة دون استجواب. وتساءل الموقعون على العريضة عن الرسالة التي تبعثها الجزائر للداخل وللعالم خصوصا في فترة موسومة بمحاربة الإرهاب الذي كان الجنرال جزءا من هذه المعركة ضد الجهاديين، وهي رسالة سلبية تفيد، بحسبهم أن الجزائر غير معنية بمواجهة التطرف.