دخل الجنرال المتقاعد حسين بن حديد في إضراب عن الطعام، منذ يوم الثلاثاء 16 فبراير الجاري، داخل سجن الحراش وذلك تنديدا بقرار رفض نقله إلى المستشفى، حسب ما أفاد به الأستاذ بشير مهري، أحد محاميه، الذي أكد أن موكله رفض تناول دوائه. وشرع الجنرال في إضراب عن الطعام وعن تناول دواءه الخاص بمرضه المزمن، احتجاجا على تماطل السلطات المعنية في نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج، بعدما تدهورت حالته الصحية في الآونة الاخيرة.
وحسب دفاع الجنرال، المحامون "خالد بورايو" و"مصطفى بوشاشي" و"بشير مشري"، في حديثهم لقناة "الشروق نيوز" الجزائرية، فإن موكلهم شرع في إضراب مفتوح منذ يوم الثلاثاء 16 فبراير 2016. بعد رفض إدارة السجن نقل "بن حديد" إلى المستشفى لإجراء الفحوصات بعدما ساءت حالته الصحية.
وكشف دفاع الجنرال أنهم تقدموا بطلب كتابي إلى قاضي التحقيق لنقل موكلهم إلى المستشفى لكن القاضي "رفض"، مشيرين، أنهم، أودعوا، في الثالث من الشهر الجاري، طلبا أمام غرفة الاتهام للافراج المؤقت عن "بن حديد" بسبب تدهور وضعه الصحي.
وتجدر الإشارة إلى أن الجنرال المتقاعد حسين بن حديد تم وضعه رهن الحبس في فاتح أكتوبر من السنة الماضية في سجن الحراش بالجزائر العاصمة. وذلك بعد اتهامه بمحاولة إضعاف معنويات الجيش، ومنذ ذلك لم يتم سماعه من طرف قاضي التحقيق، حسب محاميه.
واشتكى الجنرال المتقاعد حسين بن حديد من تماطل القضاء في النظر في قضيته، خاصة وأنه قضى أربعة أشهر إلى حد الآن خلف القضبان، بسبب تصريحات انتقد فيها الحكام الحاليين، وفي مقدمتهم شقيق الرئيس بوتفليقة ومستشاره السعيد بوتفليقة وكذا قائد أركان الجيش نائب وزير الدفاع أحمد قايد صالح.
وكان الجنرال بن حديد قد أخبر عائلته بنيته الدخول في إضراب عن الطعام، بسبب تأخر برمجة محاكمته، وبقائه في السجن المؤقت طوال أربعة أشهر. وكان الجنرال يريد الدخول في إضراب عن الطعام مع نهاية شهر يناير الماضي، لكن هيئة دفاعه أقنعته بضرورة تأجيل لعب هذه الورقة، لتفادي ممارسة ضغوط على القضاء، ومنحه الفرصة لبرمجة المحاكمة وإجرائها في أفضل الظروف.
بشار إلى ان تأخر البرمجة وعدم وجود أي مؤشر على محاكمته الجنرال قريباً، وكذا رفض القضاء الاستجابة لطلب محاميي الجنرال بن حديد بالحصول على الإفراج المؤقت لصالحه في انتظار محاكمته، وذلك للمرة الثانية منذ توقيفه وإيداعه الحبس المؤقت، جعل الجنرال يعود إلى خيار الإضراب عن الطعام، رغم محاولات المحاميين إقناعه السابقة بتأجيل الإضراب إلى غاية تمرير الدستور الجديد، وبعد تمرير النص الدستوري الجديد قرر الجنرال المتقاعد العودة إلى خيار الإضراب عن الطعام.
وكان محاميا الجنرال بن حديد قد أكدا مراراً وتكراراً أن الوضع الصحي لموكلهما يزداد سوءا، وأن الأمراض التي كان يعاني منها تفاقمت بسبب حبسه، خاصة وأن الرطوبة الموجودة داخل السجن زادت من آلامه ومعاناته، علما بأن الرجل تجاوز السبعين من العمر، كما انتقد المحاميان التأخر غير المبرر لسماع موكلهم بخصوص التهم الموجهة إليه، والتي كانت السبب في توقيفه وحبسه، معتبرين أنه من حق موكلهم أن يشرح للقضاء الأسباب التي جعلته يدلي بالتصريحات التي كانت وراء حبسه.
جدير بالذكر أن الجنرال المتقاعد حسين بن حديد أدلى بتصريحات نارية، انتقد فيها الفريق أحمد قايد صالح والسعيد بوتفليقة مستشار الرئيس وشقيقه الأصغر، وذلك بعد أسابيع قليلة من تنحية الفريق محمد مدين المعروف باسم الجنرال توفيق قائد جهاز الاستخبارات السابق، كما ذهب أبعد من ذلك عندما تحدث عن بعض التفاصيل الخاصة بطريقة تسيير الجيش لمرحلة الإرهاب، والأساليب التي لجأ إليها جهاز الاستخبارات في التعاطي مع ملف الجماعات الإرهابية، وهي تصريحات أدت بعد أيام من نشرها وانتشارها إلى توقيف الجنرال بن حديد في الشارع وبطريقة غير مسبوقة، بعد شكوى رفعتها وزارة الدفاع ضده.