أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون، صلاح الدين مزوار، ونظيره السعودي، السيد عادل الجبير، أمس الأربعاء، بالرباط، أن حل الأزمة السورية يبقى رهينا بتمكين الشعب السوري من قيادة مرحلة الانتقال السياسي. وقال مزوار، في مؤتمر صحفي مشترك، عقب مباحثات أجراها مع الجبير، إن البلدين يعتبران أن حل الأزمة في سورية "يبقى رهينا بتمكين الشعب السوري من قيادة مرحلة الانتقال السياسي، بالحفاظ على مؤسسات الدولة وبالعمل على إيقاف دوامة العنف والإرهاب والتشرد والوضع اللاإنساني الذي يعيشه الشعب السوري الشقيق".
كما أكد، في هذا الصدد، رفض البلدين التام والقاطع لاستغلال المذاهب والطائفية والتدخل في الشؤون الداخلية للدول.
من جهته، قال وزير الخارجية السعودي إن بلاده ملتزمة بتقديم كل ما بوسعها للأشقاء في سورية لإيجاد مخرج لهذه الأزمة وبناء مستقبل جديد لهذا البلد "لا يشمل بشار الأسد بأي شكل من الأشكال"، مشددا على "أننا كلنا حريصون على أن نحافظ على المؤسسات في سورية وعلى وقف القتال فيها".
وأشار إلى أنه "بالطبع ستكون هناك خطة (باء) في حال فشل العملية السياسية في سورية، ولكن لا يمكن الحديث عن هذه الخطة الآن أو عن تفاصيلها".
وأضاف، من جهة آخر، أن بلاده أعربت عن استعدادها، في حال قيام التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" بإنزال قوات برية في سورية لمواجهة التنظيم الإرهابي، للمشاركة بقوات خاصة، و"سيتم بحث التفاصيل بين المختصين في الدول المعنية لتحديد طبيعة المشاركة".
على صعيد آخر، وبخصوص الوضع في اليمن، قال السيد مزوار إن الجانبين أكدا على أن "عاصفة الحزم" أتت دفاعا عن الشرعية في هذا البلد العربي العريق ولإعادة الأمن والاستقرار إلى ربوعه، كما أكدا على أهمية الحل السياسي وفق المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل ومؤتمر الرياض والتنفيذ غير المشروط لقرار مجلس الأمن في هذا الصدد.
وأشار، من جهة أخرى، إلى أن القضية الفلسطينية كانت أيضا من ضمن القضايا العربية والإسلامية الدولية والإقليمية التي تناولتها المباحثات، مبرزا أنه في إطار التحركات المشتركة للبلدين سواء على مستوى الجامعة العربية أو على مستوى منظمة التعاون الإسلامي وكذا على مستويات أخرى، يتم العمل على السير باتجاه الدفع بوقف الممارسات التي تمس الشعب الفلسطيني والعودة إلى المفاوضات في إطار معقول، يكون الهدف منها إقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وبخصوص التطورات الأمنية والسياسية في العراق، أكد وزير الخارجية السعودي أن "كل عربي وكل مسلم حريص على العراق وعلى وحدته وأمنه وسيادته"، مشددا على أن "هناك حرصا كبيرا على أن لا تكون هناك هيمنة على العراق من قبل أي قوة خارجية".
وخلص الجبير، الذي يقوم حاليا بزيارة رسمية للمغرب هي الأولى له، إلى أن سياسة بلاده ثابتة وواضحة قائمة على مبادئ وأسس متفق عليها دوليا، على رأسها عدم التدخل في شؤون الدول، واحترام مبدأ حسن الجوار وبناء جسور التواصل وصداقات وعلاقات مبنية على أسس قوية سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية.