أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون السيد صلاح الدين مزوار أن المغرب يشجع الحل السياسي التوافقي بين الفرقاء في العراق، ويسعى إلى تعزيز الوساطات لإنجاح مسار الانتخابات الأخيرة في ليبيا، مشددا على ضرورة الحفاظ على الوحدة الوطنية لهذين البلدين. وأوضح الوزير، في عرض قدمه مساء أمس الأربعاء أمام لجنة الشؤون الخارجية والدفاع الوطني والأوقاف والشؤون الإسلامية والمغاربة المقيمين بالخارج بمجلس النواب حول آخر تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أن موقف المغرب مما يجري بالعراق يكمن في تشجيع الحل السياسي التوافقي بين الفرقاء، عبر حوار وطني شامل وجامع، بما يضمن وحدة وسيادة هذا البلد العربي. وأشار السيد مزوار إلى أن الصراع السياسي والطائفي بهذا البلد ستكون له انعكاسات سلبية على المنطقة ككل، خاصة على مستوى تهديد وحدة وسيادة الدول، مشددا على أن خطر تقسيم الدول المجاورة للعراق وارد بقوة، خاصة في سوريا. كما ركز على أن الصراعات الجارية اليوم بالعراق والسيطرة السهلة لتنظيم "داعش" على مدينة الموصل، يطرح أكثر من علامات استفهام، مضيفا أن سياسة الإقصاء الطائفي المنتهجة، تعد سببا وراء تفاقم انفجار الأوضاع بالعراق. وبخصوص تطور الأوضاع بليبيا، شدد السيد مزوار على أن المغرب يسعى إلى تعزيز الوساطات لإنجاح مسار الانتخابات التي جرت مؤخرا في انتظار الإعلان عن نتائجها قريبا، مشيرا إلى أن المملكة ستدعم أي حكومة وطنية منبثقة من صناديق الاقتراع قادرة على إنجاح مسلسل التوافق بين الليبيين من أجل إقامة مؤسسات الدولة وتقوية قدراتها. وذكر في هذا الشأن أن المغرب يتابع عن كثب مجريات الأمور بهذا البلد المغاربي الشقيق، الذي يسعى لتأسيس تجربته في الديمقراطية والحرية والتقدم، مع الحرص على وحدته وسيادته وأمنه واستقراره. كما أبرز الوزير أن المملكة المغربية، ملكا وحكومة وشعبا، تقف إلى جانب الشعب الليبي الشقيق في تحقيق تطلعاته، مؤكدا على ضرورة الحفاظ على الوحدة الوطنية والترابية لليبيا، وعلى اعتماد الحوار الوطني، بمشاركة كافة مكونات الشعب الليبي، سبيلا وحيدا لتجاوز هذه المرحلة. وأكد السيد مزوار لأعضاء اللجنة أن المغرب كجزء من العالم العربي، يظل معنيا بما يجري في دول المشرق العربي، ويتابع الأوضاع عن كثب لتكون له مواقف ويكون فاعلا في المبادرات الإقليمية والدولية الهادفة إلى إعادة الاستقرار والأمن. وتطرق السيد مزوار أيضا إلى الوضع بسوريا، مؤكدا أنه، بعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على اندلاع العنف بسوريا، لا تبدو أية بارقة أمل في الأفق لحل الأزمة السورية بعد فشل كل المبادرات المطروحة عربيا ودوليا واستقالة المبعوثين المشتركين للأمين العام للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية. وبخصوص القضية الفلسطينية والعدوان الإسرائيلي على غزة، ذكر الوزير بأنه وفور اندلاع هذا العدوان الغاشم، أمر جلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، بمنح مساعدة إنسانية عاجلة بقيمة 5 ملايين دولار للسكان الفلسطينيين بقطاع غزة وأعطى تعليماته إلى الحكومة لاتخاذ الإجراءات الضرورية لتسريع هذا الدعم. كما قرر جلالته منح الجرحى ضحايا الهجوم الإسرائيلي، إمكانية الاستشفاء وتلقي الرعاية الطبية والعلاج في المغرب، في إطار التضامن الدائم والدعم المتواصل للمملكة مع الشعب الفلسطيني الشقيق. وكانت الوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون السيدة امباركة بوعيدة قد ترأست يوم الإثنين الماضي بالقاهرة اجتماعا طارئا لمجلس جامعة الدول العربية، على المستوى الوزاري، خصص لدراسة سبل مواجهة التصعيد والتطورات الجارية جراء العدوان العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة. وانتهى اجتماع مجلس جامعة الدول العربية إلى قرارات هامة تروم الضغط على المنتظم الدولي من أجل وقف العدوان الإسرائيلي وتحميل إسرائيل مسؤولية الاعتداءات المرتكبة ضد سكان غزة.