يمثل اليوم أمام المحكمة الابتدائية بمراكش ثلاثة موظفين جدد في قضية ما بات يعرف ب"ابتزاز ابنة المغني بنحاس"، وهي القضية التي تورط فيها مراسل إحدى المواقع الالكترونية المعروفة بالمغرب، حيث لعب دور الوسيط في عملية الارتشاء بدل محاربة هذه الآفة التي تنخر المجتمع.. الصحافي الوسيط اعترف بدوره في هذه العملية وذكر كل من سلمهم الرشاوى التي منحتها إياه "حسيبة شوفي أسياكَ"، ابنة الفنان الشعبي المغربي "بنحاس أسياكَ بن يعقوب"، لأجل التسريع في منحها رخصة لبيع الخمور بمطعم "دار إمّا" بزنقة الحرية بحي جليز.
ولأن ابنة بنحاس كانت ترغب في الحصول بسرعة على رخصة لبيع الخمور بمطعمها، فإن المراسل الصحافي نصحها ب"دهن السير" مقترحا عليها توزيع بعض المال كرشاوى على المسؤولين المكلفين بمنح التراخيص، بل أكثر من ذلك فقد تكلّف هو نفسه بتبليغ "هذه الامانات" إلى أهلها، قبل ان يُكتشف أمره ويُفتضح دوره الدنيء في هذه العملية التي عصفت بمجموعة من الموظفين بمقاطعة جليز والمندوبية الجهوية لوزارة السياحة وولاية مراكش، بالإضافة طبعا إلى الصحافي الوسيط الذي تحول من محارب للرشوة إلى مشجع عليها في خرق سافر لأخلاقيات ومبادئ مهنة الصحافة التي تحولت في الآونة الاخيرة إلى مرتع للفساد..
ويتوقع أن تكون جلسة اليوم الاثنين، التي ستجرى بالقاعة رقم 5 بابتدائية مراكش، مثيرة للغاية بعد أن اتسعت لائحة المتهمين لتشمل خمسة متابعين جدد في ملف ابتزاز المستثمرة "حسيبة شوفي أسياكَ"..
وانضم ثلاثة موظفين جماعيين بقسمي الرخص والتعمير بمقاطعة جليز، إلى قائمة المتهمين التي تضم موظفا بمندوبية وزارة السياحة، وآخر بقسم الشؤون العامة بولاية جهة مراكش، والذين سيمثلون اليوم في حالة سراح أمام الغرفة الجنحية التلبسية بالمحكمة نفسها، بتهمة "الارتشاء"، وسيقفون في قفص الاتهام إلى جانب موظف بالمكتب الصحي البلدي، ومسؤول بالقيادة الجهوية للوقاية المدنية، برتبة مساعد، ورجل أمن، برتبة مقدم شرطة، في الاستعلامات العامة، وكلهم متابعين، في حالة اعتقال، بالتهمة نفسها، بالإضافة إلى المراسل الصحفي "الوسيط" المعتقل بتهمة "المشاركة في الارتشاء".
وكانت ابنة المغني بنحاس قد تقدمت بشكاية في شأن "الابتزاز والوساطة في الارتشاء" تتهم فيها المراسلا الصحفي لجريدة إلكترونية معروفة، بأنه تدخل لها لدى مجموعة من المسؤولين في الأمن والوقاية المدنية والجماعة الحضرية ووزارة السياحة وولاية الجهة، من أجل تسهيل حصولها على الرخصة المذكورة..
وقالت المستثمرة، في شكايتها، بأن "الصحافي" الوسيط كان يطالبها، بين الفينة والأخرى، بمبالغ إضافية، وهو ما قالت بأنه أثار لديها شكوكا وريبة وشعورا بكونها تعرضت لعملية نصب واحتيال من طرف الوسيط وبتواطؤ مع الموظفين العموميين المذكورين، خاصة وأن الرخصة المطلوبة لم تحصل عليها داخل الآجال المتفق عليها قبل حلول رأس السنة الميلادية..
عندما يتحول الصحافي من محارب للرشوة إلى وسيط بين الراشي والمرتشي، فانتظر الساعة.. إتها قضية تكثف ما آلت إليه اوضاع مهنة المتاعب بعد ان ولجها "بالسبّاط" كل من هب ودب علّه يفلح في شراء "كاط كاط" وفيلا وفيرما..كما فعل بعضهم من قبل..