تأكيدا لما سبق أن انفردت به "تيلكسبريس"، منذ أسابيع، عن احتمال انتقال السلطة في ليبيا من العقيد معمر القذافي إلى محمد أبو القاسم الزوي أمين مؤتمر الشعب العام الليبي( البرلمان) وسفير طرابلس السابق بالرباط، أفادت مصادر عليمة بليبيا موقعنا بأن اجتماع مؤتمر الشعب العام الذي سيبدأ أشغاله في العاشرة من صباح غد الأحد 12 يونيه بالعاصمة الليبية، سيناقش قرارات مفاجئة ومفتوحة على احتمالين لا ثالث لهما. الاحتمال الأول قد يوفر مفتاح حل الأزمة، ويتمثل في مطالبة القذافي بالتنحي عن السلطة مع ضمان عدم ملاحقته وأفراد أسرته وعشيرته ونقل السلطة إلى الزوي باعتباره الرأس المدني لقيادة ثورة الفاتح من شتنبر 1969، وأما الاحتمال الثاني فقد يكون ترك المجال للمؤتمرات الشعبية الأساسية في مختلف الشعبيات للحسم، في حالة رفض القذافي التنحي، وهو ما يعني تأجيج الوضع و إعلان حرب أهلية حقيقية غير متحكم في أطرافها، أي ما يسمى "الأرض المحروقة".
وأضافت المصادر ذاتها، أن القذافي لم يعد يتحكم في الوضع حتى في المناطق الغربية المعروفة بولائها له، إذ اندلعت اشتباكات اليوم السبت بين أنصاره وقوات المعارضة بمدينة الزاوية الواقعة على بعد 50 كيلومترا غرب طرابلس، كما ازدادت الأوضاع النفسية المعيشية سوءا حتى بالنسبة لسكان العاصمة، علاوة على تراجع عدد الدروع البشرية في باب العزيزية مقر إقامة القذافي بعد القصف المكثف الذي تعرضت له يوم 7 يونيه الذي صادق الذكرى التاسعة والستين لميلاد القذافي.
ويعتبر محمد أبو القاسم الزوي، الشخصية الأكثر قبولا حتى لدى أوساط شرق ليبيا، لمواقفه السلمية ورفضه الحلول الدموية، إذ رغم وفائه للقذافي، لم يتوانى في توجيه الانتقادات و الملاحظات إليه مباشرة بشأن عدد من المواقف، قبل الأزمة وأثناءها.