اعتبرت الباحثة في العلوم السياسية والصحافية الإسبانية بياتريث ميسا أن المغرب بتسهيله واحتضانه للعديد من جولات المفاوضات بين الفرقاء الليبيين يعتبر عنصرا فاعلا في الوساطة بالمنطقة. وأبرزت ميسا أستاذة العلاقات الدولية بالجامعة الدولية بالرباط، والمتخصصة في قضايا الأمن بالساحل، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المملكة تضطلع بدور "أساسي" في تسهيل المفاوضات بين الفرقاء الليبيين بفضل حيادها التام.
وأضافت مؤلفة كتاب حول تهريب المخدرات في الساحل، أن المغرب يعتبر تسوية النزاع الليبي مسألة "جوهرية" أخذا بعين الاعتبار انعدام الاستقرار والفوضى السائدة في هذا البلد واللتين لهما تداعيات على المنطقة برمتها.
وبخصوص اتفاق تشكيل حكومة وحدة وطنية ، الذي يرتقب أن توقعه أطراف النزاع الليبية قريبا بالصخيرات ، أكدت الباحثة الاسبانية ، أن تشكيل هذه الحكومة يعتبر أمرا حاسما من أجل الانخراط في مسلسل السلام بين طرفي النزاع، البرلمان المعترف به من قبل المجتمع الدولي (برلمان طبرق) وبرلمان طربلس وإدماج مجموعات قبلية أخرى مقصية من المسلسل السياسي.
وأبرزت أن تشكيل حكومة من هذا القبيل هو "ضرورة ملحة" أخذا بعين الاعتبار أن تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) بليبيا بصدد اكتساح المزيد من الأراضي ليس فقط في سرت، وإنما يسعى كذلك إلى توسيع رقعة سيطرته نحو الجنوب الذي يزخر بالموارد الطبيعية الأكثر أهمية في البلاد .
وأضافت أن حكومة الوحدة الوطنية ستساعد الفرقاء الليبيين على توحيد الصفوف ضد عدو مشترك يتمثل في الإرهابيين ، مشيرة الى أن ذلك سيفسح ، من جهة أخرى ، المجال لحوار مباشر مع أوروبا، ما سيمكن من وضع اللبنات الأولى ليس فقط للمسلسل السياسي المقبل ولكن أيضا للعمل سويا لمراقبة تدفق المهاجرين .
وبعد التوقيع على الأحرف الأولى على اتفاق الصخيرات في يوليوز الماضي، ستحل الأطراف الليبية من جديدة قريبا بالصخيرات بضواحي الرباط من أجل التوقيع على اتفاق سياسي لتشكيل حكومة وحدة وطنية .
ويأتي توقيع هذا الاتفاق تتويجا لجهود نحو سنة من اللقاءات المارطونية والمفاوضات المكثفة التي جرت تحت رعاية بعثة الأممالمتحدة لدعم ليبيا، وهو ما سيشكل محطة تاريخية وحاسمة بالنسبة لمستقبل ليبيا على درب وضع حد لنزاع مسلح وسياسي استمر أزيد من ثلاث سنوات خلف العديد من القتلى والجرحى ، بالاضافة الى تداعيات اقتصادية واجتماعية جسيمة.