فنّد محللون تونسيون، أمس الأربعاء خلال برنامج قدمته قناة "تونسنا" التونسية، ادعاءات المدعو هشام بوشتى، الذي كان يشتغل "مخازنيا" قبل طرده من سلك القوات المساعدة، والذي يقدم نفسه ك"لاجئ سياسي" ببلجيكا و"ضابط مخابرات" سابق. وحذر المحللون التونسيون من خرجات المدعو هشام بوشتى والدوائر التي تقف من وراء هذا المحتال، مشددين على ضرورة الاحتياط مما يصدر عنه من اتهامات مجانية بخصوص المغرب.
وشكك مختار بن ناصر، رئيس المركز التونسي للأمن الشامل، في رواية "الضابط" المغربي الذي تحدث إلى القناة التونسية خلال برنامج "بلاك ليست"، واحتضنت خرجاته الإعلامية جريدة "الشروق" الجزائرية، مؤكدا على ضروري الاحتياط من توزيع الاتهامات حتى لا يحدث انزلاق سياسي قد يؤدي إلى توتّر العلاقات بين بلدين صديقين، هما المغرب وتونس، بالنظر لما يجمع "الدولتين والشعبين من علاقات ثنائية متينة".
وأضاف المسؤول الامني التونسي السابق، الذي كان يتحدث خلال برنامج "بلاك ليست"، أن ما رواه المدعو هشام بوشتى من اتهامات وما نشره من وثائق كانت من خلال جريدة "الشروق" الجزائرية، مشيرا إلى أن هذا الشخص الذي يقدم نفسه كمنشق ولاجئ ما فتئ يسرب معطيات خاطئة حتى بخصوص تونس وجيشها.
وأشار المسؤول الامني التونسي السابق إلى أنه قام بتداريب في مدرسة الأركان المغربية، ويدرك جيدا بأن كل "الوثائق السرية كانت تُختم بالختم السري المطلق"، مشيرا إلى أن "طريقة تحرير الوثائق المنشورة لا علاقة لها بالعمل الاستخباراتي"، متسائلا عن "المستفيد من جعل المغرب يبدو كأنه سبب كل مصائب تونس"؟.
أما الإعلامي والمرشح السابق للانتخابات الرئاسية بتونس، الصافي سعيد، فقد أكد أن الوثائق المقدمة "لن تقنعنا بأن المخابرات المغربية هي التي تقف وراء تفجيرات تونس"، منتقدا طريقة كتابة التقرير الصحفي، حيث "بدا حازما، دون ورود احتمالات الخطأ والصواب".
واضاف الصافي قائلا: "الوثائق التي وُصفت بالسرية مكتوبة بأسلوب استخبارات الستينات والسبعينات، بينما العمل المخابراتي صار يتم بالشفرة وبطرق حديثة"، مشيرا أن "المخابرات المغربية تعتبر أحد أقوى الأجهزة الاستخباراتية في العالم العربي إلى جانب الجزائرية والأردنية".
وأشار الصافي سعيد إلى الخلاف الموجود بين المغرب والجزائر منذ سنوات، متسائلا:"ما هي مصلحة المغرب في أن يستهدف استقرار تونس، وما مصلحة هذا الضابط في اتهام المملكة، ومن أدرانا أن هذا الشخص لازال يعمل في جهاز المخابرات، وبأنه مجند في جهاز مخابرات خارجي يعمل ضد المغرب؟".
وقررت الهيئة العليا المستقلة للإعلام السمعي البصري في تونس "الهايكا"، أمس الأربعاء، إيقاف إعادة بث برنامج "بلاك ليست"، الذي تبثه قناة "تونسنا" الخاصة، وسحبه من الموقع الالكترونيّ للقناة، ومن جميع صفحات المواقع الاجتماعية التابعة لها، وهو ذات البرنامج الذي كال فيه المحتال هشام بوشتى كل انواع الاتهامات الكاذبة ضد المغرب بإيعاز من الجزائر التي لم تجد من عميل لتمرير مخططاتها الهدامة بالمنطقة سوى "مخزني" مطرود من الخدمة يبحث عن حفنة "ريالات" كما يفعل الشحاتون..