تمت اليوم الثلاثاء صفقة التبادل بين السلطات اللبنانية و"جبهة النصرة" التي تسلم بموجبها لبنان 16 من جنوده كانوا محتجزين لدى الجبهة منذ غشت 2014 . وتمت الصفقة بين الدولة اللبنانية ممثلة بالمدير العام للأمن العام و"جبهة النصرة" بوساطة قطرية. وتشمل الصفقة بين لبنان و"جبهة النصرة"، إطلاق سراح 16 جنديا لبنانيا، مقابل سجناء بالسجون اللبنانية تطالب بهم "جبهة"، منهم، بالخصوص، طليقة أبو بكر البغدادي، سجى الدليمي.
وأكدت سجى الدليمي في تصريح صحفي لها، بعد الإفراج عنها، أنها كانت زوجة أبو بكر البغدادي منذ ست سنوات، ووقتها لم يكن "خليفة داعش"، حسب قولها.
وتسلمت جبهة النصرة سجى الدليمي وأولادها، في أجواء ماطرة على حدود جرود عرسال اللبنانية، مقابل جنود من الجيش اللبناني.
وأسرت جبهة النصرة الجنود خلال هجوم شنته على بلدة عرسال مع تنظيم داعش في غشت عام 2014. ويعتقد أن تنظيم داعش يحتجز تسعة جنود لا يشملهم الاتفاق.
وفي وقت سابق ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أنه تم تسليم جثة جندي لبناني قتل في الأسر لدى جبهة النصرة إلى الصليب الأحمر والمديرية العامة للأمن العام اللبنانية وفقا لموقع العربية. ووصل هؤلاء الجنود الى منطقة اللبوة، بعد أن تسلمهم الأمن العام والصليب الأحمر اللبناني ببلدة عرسال المحاذية للحدود السورية، حيث أجريت عملية التبادل برعاية مفوض قطري، وتحت إشراف المدير العام للأمن العام اللبناني، عباس إبراهيم، المكلف من قبل الحكومة اللبنانية بمتابعة هذا الملف منذ بدايته.
وأكد عباس إبراهيم، في تصريح صحفي في عين المكان، أن "صفقة التبادل تمت بشروط تحفظ السيادة اللبنانية"، مشددا على استعداد لبنان للتفاوض مع تنظيم (داعش) الذي ما زال يحتجز تسعة من الجنود اللبنانيين.
وقال: "نحن على استعداد للتفاوض مع (داعش) لتحرير العسكريين لديه إذا وجدنا من نتفاوض معه".
وسبق للأمن العام أن أكد في بيان، أن الجنود المحررين (من الجيش وقوى الأمن الداخلي) الآن "هم في عهدة الأمن العام".
ويذكر أن الصفقة بين لبنان و(جبهة النصرة) تشمل إطلاق سراح 16 جنديا لبنانيا، مقابل سجناء بالسجون اللبنانية تطالب بهم (جبهة النصرة)، منهم، بالخصوص، طليقة أبو بكر البغدادي، سجى الدليمي.
كما تشمل الصفقة، التي تمت بين الدولة اللبنانية ممثلة بالمدير العام للأمن العام والوساطة القطرية، و"جبهة النصرة"، فتح "ممر إلزامي آمن بين مخيم اللاجئين وعرسال بشكل دائم، مما سيؤدي الى تخفيف عملية الاحتقان بين اللاجئين والقوى الأمنية".
وتشمل الصفقة، أيضا، وفق ما تلاه مباشرة بمركز التبادل، المحامي ممثل مؤسسة (لايف)، نبيل الحلبي، "تأمين إغاثة بشكل شهري إلى اللاجئين في عرسال من خلال الهيئات الإنسانية، وإجلاء الجرحى المدنيين وتسهيل دخولهم الى مستشفيات عرسال، وتأمين المواد الطبية".
ويذكر أن هؤلاء الجنود اختطفوا شهر غشت 2014 إثر معارك طاحنة بين الجيش اللبناني، من جهة، وتنظيمي (داعش) و(جبهة النصرة)، أسفرت عن مقتل 14 جنديا لبنانيا.
وكانت (جبهة النصرة) تحتجز 16 جنديا و (داعش) تسعة جنود ما زال مصيرهم مجهولا.
وتجدر الإشارة الى أن التنظيمين كانا قد قتلا أربعة جنود، جثة واحد منهم سلمته (جبهة النصرة)، اليوم، للسلطات اللبنانية.
وسيخصص رئيس مجلس الوزراء، تمام سلام، الذي ألغى مشاركته في قمة المناخ بباريس لمتابعة هذا الملف، استقبالا للجنود المحررين.