خيبت دولة البرازيل الآمال التي عقدتها فيها الجزائر فيما يخص اعترافها بحق تقرير المصير "للشعب الصحراوي"، حيث جاء البيان المشترك الذي أعقب الحوار الاستراتيجي الجزائري-البرازيلي الذي عقد يوم الاربعاء 28 اكتوبر المنصرم، خاليا من أي إشارة الى هذه الصغية التي هلل لها وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة في المؤتمر الصحافي الذي أعقب محادثاته مع وزير الخارجية البرازيلي، ماورو ليكر فييرا، الأسبوع الماضي.. وكانت الجزائر ومعها وزير خارجيتها يهيئان مفاجأة للشعب المغربي مع اقتراب الذكرى الاربعين للمسيرة الخضراء المظفرة، إلا أن الصفعة التي تلقاها العمامرة كانت قوية ومدوية، حيث ان خلو البيان الختامي للحوار الاستراتيجي الجزائريالبرازيلي لأي إشارة إلى "شعب لعمامرة الصحراوي" وحقه في تقرير مصيره، كشف ذات البيان عن النية المفضوحة والمبيتة لرمطان لعمامرة(كلب البولدوغ كما يوصف في الجزائر) في استغلال حدث، تطغى عليه الصبغة الاقتصادية أكثر، وذلك لتمرير مواقف الجزائر العدائية تجاه الوحدة الترابية للمملكة وتوريط دولة صديقة للمغرب في موقف لا تتبناه ولم تتبناه في يوم من الايام..
والحقيقة ان تصريحات لعمامرة لم تكن مفاجئة لمتتبعي الشأن الجزائري والعارفين بخبايا ما يجري ويدور في "مطبخ" النظام في الجارة الشرقية، إذ ان لعمامرة لا يتورع في إطلاق تصريحات كاذبة ودنيئة في غالب الاحيان، أينما حل وارتحل، في حق المغرب ووحدته الترابية لا لشيء سوى أن السيد له عقدة نفسية مع المملكة وما تحققه من تقدم وازدهار في ظل ما تعرفه من إصلاحات في كل الميادين، وهو ما يغيظ اكثر لعمامرة واسياده الذين لم يحسنوا التصرف في أموال وريع النفط والغاز أيام كان "ذهبا اسودا"، وهم اليوم على شفة حفرة أو أدنى ولم يعد أمامهم سوى تقديم الحساب للشعب الجزائري وإخلاء الساحة والتواري بوجوههم عن البلاد التي ملت من مشاهدتهم ...
للاشارة فقد ورد في البلاغ الختامي للحوار الاستراتيجي الجزائري-البرازيلي بالحرف "أكد الوزيران(لعمامرة و ماورو ليكر فييرا) دعمهما لجهود الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ومبعوثه الشخصي، كريستوفر روس، للتوصل إلى تسوية سياسية عادلة ودائمة لهذا الصراع".