قالها وزير الشؤون الخارجية الجزائري السيد رمطان لعمامرة بالفم المليان وهو يعلق على مضمون خطاب جلالة الملك الأخير حيث قال: «إن الجزائر حريصة على بناء علاقات طبيعية مع المغرب وعلى بناء اتحاد المغرب العربي الكبير في ظل احترام حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره وفقا للشرعية الدولية». إذن رئيس الديبلوماسية الجزائرية يصرح بشكل رسمي أنه ليست هناك علاقة طبيعية مع المغرب وليس هناك أي اتحاد للمغرب العربي الكبير دون احترام إرادة وحق الشعب الصحراوي، بمعنى أن الجزائر تعلن رسميا عن تجميد اتحاد المغرب العربي إلى حين الحسم في قضية الصحراء. في الحقيقة السيد رمطان لعمامرة يجب أن يشكر على هذا الوضوح الكاشف، لأن ما اعتدنا سماعه من الجزائر الرسمية هو غير هذا الكلام تماما، إذ أن الجزائر الرسمية كانت تقول إلى غاية دقائق قبل تصريح السيد لعمامرة أن الجزائر مستعدة لتطبيع العلاقات مع المغرب لكن شريطة طرح جميع الملفات العالقة بين البلدين في إطار مقاربة شاملة، وكانت الجزائر الرسمية تعني قضية الحدود وتعويض الجزائريين الذين تدعي أنهم تعرضوا للطرد من المغرب، الآن السيد لعمامرة يكشف عمق وخطورة النفاق الديبلوماسي الجزائري حينما يصرح بغير هذا الكلام. ثم ألم تقل الجزائر الرسمية أنها غير معنية بالنزاع في الصحراء الغربية؟ أليس من الوقاحة أن ينزع لعمامرة القناع عن وجه الجزائر الرسمية ويقول بأن الجزائر معنية فعلا بهذا النزاع وأنها لن تناقش تطبيع العلاقات مع المغرب إلا بعد تحقيق الانفصال في جنوب المغرب؟!