بعد طول انتظار، أعلنت أخيرا الوكالة الحضارية للدار البيضاء عن فتح باب الترشيح في وجه المستثمرين والمنعشين العقاريين لانجاز مشروع تهيئة وتجديد فندق لينكولن التاريخي. ووضعت الوكالة ملف الإعلان عن إبداء الاهتمام من أجل اختيار المستثمرين من أجل تهيئة وتجديد أحد أكثر معالم الدارالبيضاء، التي باتت مهددة بالانهيار الكامل..
ويهدف المشروع، حسب بلاغ للوكالة، إلى تجديد الفندق الذي صنف كموروث معماري بشارع محمد الخامس. وتتوخى الوكالة من المستثمرين الراغبين في الفوز بالصفقة، إنجاز فندق فاخر، على مساحة تقارب 2500 متر مربع، يليق بقيمته التاريخية والمعمارية بمنطقة أنفا، ويحافظ على المعالم التراثية لهذه البناية.
وأوضحت الوكالة، من خلال ذات البلاغ، أن على المستثمرين الراغبين في وضع ملفات ترشحهم لهذه الصفقة سحب الملفات من مصلحة الصفقات بالوكالة الحضرية للدار البيضاء مقابل دفع مبلغ ألف درهم، ووضع 400 ألف درهم كضمانة مؤقتة.
ومن المنتظر أن يقدم المشروع للمستثمرين والمنعشين العقاريين، بمقر الوكالة الحضرية للدار البيضاء يوم الثلاثاء 10 نونبر 2015، على الساعة العاشرة صباحا، وستليه زيارة للفندق بشارع محمد الخامس.
وكان انهار جزء من الفندق في شهر فبراير المنصرم قد أدى إلى مقتل متشرد، كان يتخذ منه ملجأ، وطرح الجدل حوله، إذ دعا كثيرون في مواقع التواصل الاجتماعي إلى هدمه أو إعادة بنائه أو ترميمه.
وكان جزء من فندق لنكولن العتيق الذي أغلق منذ سنة 1989، انهار على إثر أمطار غزيرة تهاطلت على مدينة الدارالبيضاء، دون أن يخلف أية خسائر بشرية ومادية. وأسفر سقوط جزء من المبنى سنة 1989 على مقتل شخصين من المارة. وكان المختبر العمومي للدراسات والأبحاث أجرى خبرة، أكدت أن مبنى الفندق آيل للسقوط، وأنه يجب تداركه قبل وقوع الكارثة. وكان الفندق، الذي شرع في بنائه سنة 1916 على مساحة تقدر ب2500 متر مربع ، أول بناية بشارع محمد الخامس (شارع المحطة سابقا). وتعرضت أجزاء كبرى من جدرانه للانهيار خلال سنوات 1984 و1989 و2009 و2011.
وقد تم تصنيف واجهته من قبل وزارة الثقافة سنة 2000 تراثا عمرانيا هندسيا، حيث أصدرت الوزارة قرارا صُودق عليه ونشر في الجريدة الرسمية، يقضي بعدم هدم أو إجراء أي تعديل أو ترميم على واجهة الفندق إلا بترخيص من مفتشية المباني التاريخية والمواقع بالدارالبيضاء.