أفاد تقرير، صدر اليوم الاثنين ببون، بأن تعهدات الحكومات بكبح انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري "غير كافية في الإجمال لوقف ارتفاع الحرارة بواقع درجتين مائويتين وتفادي حدوث موجات حرارة مدمرة وأمطار غزيرة وارتفاع مناسيب البحار". وأوضح التقرير، الذي أعدته 18 منظمة مجتمع مدني، أن "الولاياتالمتحدة ودولا غنية أخرى تتخلف عن تحمل كامل حصصها العادلة في مكافحة التغير المناخي وفقا لاتفاق برعاية الأممالمتحدة من المقرر إبرامه في دجنبر المقبل، في وقت تتجاوز فيه الصين المطلوب منها".
وسجلت الدراسة، التي شاركت في إعدادها منظمات كريستيان ايد وأوكسفام واتحاد النقابات العمالية الدولي والصندوق العالمي للطبيعة، أن "كل البلدان المتقدمة الرئيسية لم تف بحصصها العادلة".
كما اعتبرت أن البلدان الغنية قادرة على التحول من الوقود الأحفوري إلى الطاقات النظيفة، وأنه بمقدرها في نفس الوقت أن تقدم العون لدول أخرى، وأن تتحمل مزيدا من المسؤولية بالنظر إلى استفادتها منذ الثورة الصناعية من حرق الفحم ومن النفط والغاز الطبيعي.
وبناء على هذه المقاييس، سجل التقرير أن "الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي وعدا بالوفاء بنحو الخمس فقط من حصصهما العادلة، فيما وعدت اليابان بالعشر، بينما تتجاوز خطط الاقتصادات الناشئة أو تفي بارتياح بحصصها العادلة".
وقال براندون وو، وهو عضو مسؤول بمنظمة "اكشن ايد" إن "البلدان الغنية فشلت في طرح أهم عنصرين على مائدة المفاوضات وهما خفض الانبعاثات والمال".
وتتزامن هذه الدراسة مع بدء محادثات ستتواصل ببون من 19 إلى 23 أكتوبر الجاري بين نحو 200 دولة، وهو آخر تجمع برعاية الأممالمتحدة في إطار الإعداد لإبرام اتفاق خلال قمة دجنبر المقبل بباريس، وذلك بهدف الحد من التغير المناخي بعد 2020.
يشار إلى أن نحو 150 دولة قدمت حتى الآن خططا قومية لمحاربة التغير المناخي كحجر أساس لاتفاق باريس، لكن، بحسب الدراسة، "لا يوجد نظام متفق عليه يقيس مستوى طموحات كل بلد".