بعد ليلة مرعبة، جراء الفيضانات القوية التي ضربت مساء أول أمس السبت منطقة ألب ماريتيم (جنوب شرق فرنسا)، يحاول السكان المحليون إنقاذ ما يمكن إنقاذه من ممتلكاتهم وذكرياتهم. فقد تسببت هذه الفيضانات، الناجمة عن تساقطات مطرية غزيرة، بجماعات بيو وكان وخليج خوان ومانديليو لانابول، في حدوث خسائر كبيرة في الأرواح (17 قتيلا وأربعة مفقودين) والممتلكات.
وقال أحد الضحايا في تدوينة على الشبكة الاجتماعية (تويتر) إن مياه السيول أتلفت كل شيء حتى تذكارات العائلة كألبومات الصور، وقال آخر "فقدت عشرين سنة من حياتي".
وأدت هذه الفيضانات إلى انقطاع الكهرباء عن 16 ألف منزل، كما تسببت في اقتلاع أشجار، ووقف حركة السير على الطرقات، وفي اضطراب حركة النقل السككي، إضافة إلى جرف عدد من السيارات والأثاث، وأغراض شخصية، جراء أمطار طوفانية بمنطقة ألب ماريتيم، التي تهاطلت عليها في غضون بضع ساعات متوسط معدل تساقطات شهر أو شهرين.
ونشر العديد من مستعملي الأنترنيت صورا وفيديوهات، تكشف هول الفيضان، ومشاهد مثيرة لسيارات جرفتها مياه السيول نحو البحر.
بدورها لم تسلم المحلات التجارية من هول الفيضان، حيث تضررت واجهات العديد منها، من جراء قوة السيول، فيما استفاد عدد من الأشخاص من هذا الوضع من خلال القيام بأعمال نهب استهدفت عددا من المحلات التجارية والمساكن التي تركت دون مراقبة، ما دفع بالسلطات المحلية إلى تعزيز إجراءاتها الأمنية.
وأمام حجم الكارثة، أعلنت بعض المؤسسات التعليمية عدم تمكنها من فتح أبوابها اليوم الاثنين في وجه التلاميذ بمنطقة ألب ماريتيم.
ولدى تطرقها للأسباب التي تفسر هذا الحجم من الخسائر في الأرواح والممتلكات، أوضحت مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية أن الأمطار الغزيرة التي هطلت على أرض إسمنتية سهلت تجمع المياه وانسيابها بشكل قوي، ما أدى إلى تسجيل هذه الحصيلة المأساوية.
ولا شك أن السكان الذين لم يكونوا مستعدين لمثل هذه الكوارث، مما جعل الوضعية أكثر صعوبة، سينكبون على تقييم الخسائر الناجمة عن الفيضان، قبل الاتصال بشركات التأمين من الحصول على تعويضات.
في هذا الصدد، وعد الرئيس فرنسوا هولاند، الذي توجه إلى المناطق المتضررة من سوء الأحوال الجوية، أنه سيتم الإعلان عن حالة الكارثة ابتداء من بعد غد الاربعاء خلال المجلس الوزاري مما سيتيح تسريع إجراءات التعويض. وقال إنه سيتم تعويض المتضررين من الفيضان في أجل لا يتعدى ثلاثة أشهر.
وأعلن هولاند، الذي وصف هذه الفيضانات ب"المأساة "، عن إحداث صندوق للدعم لفائدة الجماعات المحلية التي تكبدت خسائر مباشرة.
وفي انتظار الحصول على تعويضات، يحاول السكان المتضررون استئناف حياتهم العادية، وبذل الجهود من أجل التآزر بهدف التخفيف من آثار ليلة كارثية يأملون ألا تتكرر.