أعلن في مستشفى (تل هاشومير) في أراضي 48، فجر اليوم الاثنين، وفاة المواطنة رهام دوابشة، والدة الرضيع علي دوابشة، وزوجة سعد دوابشة، متأثرة بالحروق التي كانت أصيبت بها جراء قيام مستوطنين بإلقاء زجاجات حارقة سريعة الاشتعال داخل منزل العائلة في قرية دوما جنوب نابلس بالضفة الغربيةالمحتلة. وكان ملثمون القوا في 31 يوليو المنصرم من نافذة منزل العائلة التي تركت مفتوحة بسبب الحر، زجاجات حارقة. وفي لحظات تحول منزل العائلة الصغيرة في قرية دوما المحاطة بمستوطنات اسرائيلية في شمال الضفة الغربية، الى رماد.
وقتل الرضيع علي دوابشة في الحريق. وبعد ثمانية ايام قضى والده سعد دوابشة متاثرا بحروقه في حين لا يزال احمد (أربع سنوات) الإبن الثاني للأسرة يتلقى العلاج.
وكتب على الجدران المتفحمة لمنزل الاسرة الفلسطينية كلمات "انتقام" و"دفع الثمن" وهي العبارة التي يستخدمها المستوطنون وناشطو اليمين المتطرف الاسرائيلي لتوقيع جرائمهم. وتستند هذه السياسة الانتقامية على مهاجمة أهداف فلسطينية وعربية اسرائيلية وحتى جنود اسرائيليين.
وتشمل تلك الهجمات تخريب وتدمير ممتلكات فلسطينية وإحراق سيارات ودور عبادة اسلامية ومسيحية واتلاف او اقتلاع اشجار زيتون.
وقالت متحدثة باسم مستشفى تل هاشومر في تل ابيب حيث أودعت ريهام (مدرسة)، بعد إصابتها بحروق من الدرجة الثالثة غطت 80 بالمائة من جسدها، "ريهام دوابشة توفيت ليلا".
واكد انور دوابشة وهو من اقارب الضحايا الثلاث، من قرية دوما انه ابلغ بوفاة ريهام. واضاف ان تشييع جنازتها قد يتم الاثنين في دوما حيث شكلت "لجان شعبية" تسير دوريات ليلية ويقول السكان انهم يعيشون "وسط هاجس الخوف" من حدوث اعتداءات جديدة.
وحرق منزل اسرة دوابشة كان آخر حلقة في سلسلة طويلة من الجرائم المماثلة التي نادرا ما عوقب مقترفوها.
ومع ذلك فقد اجمع المسؤولون الاسرائيليون على ادانة هذه الجريمة "الارهابية" في موقف نادر الحدوث حين يتعلق الامر بالعنف بحق فلسطينيين.
وازاء انتقادات قسم من المعارضة ومن الخارج بتهمة "عدم معاقبة" منفذي الهجمات على الفلسطينيين، شددت اسرائيل في الآونة الأخيرة تحركها ضد المتطرفين اليهود من خلال عمليات دهم في المستوطنات وتوقيف ناشطين متطرفين يهود ضد الفلسطينيين دون توجيه اتهام لهم وهو مصير عادة ما يواجه الفلسطينيين فقط.
وحددت إقامة عشرة عناصر من اليمين المتطرف يشتبه في تورطهم في "هجمات ارهابية" منها اعتداء دوما، في حين وضع ثلاثة آخرون قيد الاعتقال الاداري أي بدون محاكمة لمدة ستة اشهر وذلك في اطار التحقيق خصوصا في حريق دوما.
وبين هؤلاء الثلاثة "مئير اتينغر" وهو من رموز التطرف اليهودي وحركة "شباب المستوطنات" التي تسعى لاقامة مستوطنات عشوائية دون تراخيص رسمية اسرائيلية.
ومئير اتينغر هو حفيد الحاخام مئير كاهانا الذي أسس حركة كاخ العنصرية المناهضة للعرب والذي اغتيل العام 1990.
وفي بداية العام، منع من الاقامة لعام في الضفة الغربية والقدس "بسبب انشطته"، وفق ما اوضح متحدث باسم جهاز الامن الداخلي الاسرائيلي.
ومن المقرر ان تسلم السلطات الاسرائيلية جثمان ريهام إلى السلطات الفلسطينية في مركز تفتيش في مدخل الضفة الغربيةالمحتلة لينقل الى دوما.
وفي الثامن من غشت شارك آلاف الفلسطينيين في قرية دوما في تشييع سعد دوابشة والد الرضيع الذي احرق حيا، وذلك بعد قيام الطب الشرعي الفلسطيني بتشريح الجثة.
وكانت السلطة الفلسطينية اعلنت انها قررت رفع جريمة حريق دوما الى المحكمة الجنائية الدولية.