أكد المحلل السياسي مصطفى توسا أن جلالة الملك محمد السادس، يهيء المغرب، من خلال الخطاب الملكي السامي الذي ألقاه بمناسبة الذكرى ال 62 لثورة الملك والشعب، ل"جهوية ثورية". وأوضح مصطفى توسا أن "الجهوية المتقدمة التي يريدها صاحب الجلالة الملك محمد السادس سوف تمنح سلطات موسعة للهياكل التي يمكنها أن تكون على غرار حكومات جهوية، يكون لها دور حاسم في التنمية المحلية وتعزيز التضامن الوطني".
وقال المحلل السياسي مصطفى توسا في مقال نشر على الموقع الإلكتروني "أطلس أنفو" إن هذه الصفحة السياسة المغربية الجديدة في غاية الأهمية، وحاسمة جدا بالنسبة لمستقبل المغرب الذي لم يتردد جلالة الملك في أن يستعمل بشأنه عبارات ذات دلالات قوية، تصل مباشرة إلى الأذهان بفعل قوتها وحمولتها والتي ترسم معالم المشروع السياسي الجاري تشييده.
وفي هذا الصدد، أشار مصطفى توسا إلى أن خطاب 20 غشت 2015 كان "الأكثر بلاغة ودقة والأكثر تطلبا إزاء ممثلي الأمة، وخاصة المنتخبين المحليين الذين ستفرزهم قريبا صناديق الاقتراع خلال الانتخابات الجهوية المقبلة."
وبعد أن أبرز أن "السياق الوطني، والتطور الطبيعي للنموذج الديمقراطي المغربي يساهم بدون شك، في جانب كبير منه، في هذا التشخيص الملكي الحازم، شدد توسا على الوصف الدقيق لجلالة الملك لصورة وطموحات المنتخب المغربي الجديد.
ومضى توسا قائلا: "وعلى هذا الأساس فإن جلالة الملك محمد السادس يساير بشكل تام رأي المغاربة الذين ينتقدون فشل بعض ممثليهم"، مشيرا إلى أن جلالة الملك شدد أيضا على ضرورة مشاركة المغاربة في هذه الانتخابات وعدم ترك المجال لليأس واللامبالاة أو الامتناع عن التصويت.
وقال المحلل السياسي إن جلالة الملك دعا إلى تخليق حقيقي للحياة العامة يبدأ باختيار المرشحين الجديرين بخدمة الصالح العام وجعل المصلحة الوطنية فوق أي اعتبار آخر. وأبرز توسا أن الرسالة الملكية إلى الأحزاب السياسية، والتي كانت "أكثر وضوحا لكي تأخذ بعين الاعتبار أهمية الرهانات التي يعيشها المغرب والتي تتطلب من تلك الأحزاب مراجعة بعض الأساليب في طريقة ممارستها للسياسة".