جاك لانغ: جلالة الملك رجل دولة يساهم في الرقي بالوعي المدني والوطني للمغاربة عبد العزيز قراقي: الخطاب الملكي السامي تكريس لفلسفة التعاقدات الكبرى التي تربط المواطنين بمؤسساتهم محمد بنحمو: جلالة الملك وجه نداء واضحا للمواطنين من أجل اختيار الشخص الأفضل خلال الانتخابات المقبلة سعيد خمري: الخطاب الملكي السامي إعلان عن ثورة جديدة عنوانها الأبرز إطلاق ورش الجهوية المتقدمة عبرت فعاليات وطنية ودولية باللغة الواضحة والصريحة، والنبرة الصادقة المعهودة التي خاطب بها جلالة الملك الشعب المغربي، إذ أكد جلالته أن المغرب على أبواب ثورة جديدة، تتعلق بتطبيق الجهوية المتقدمة. وجعل جلالة الملك من كسب هذا الرهان انشغالا حقيقيا، حينما شدد جلالته على أن الانتخابات المقبلة التي تفصلنا عنها أيام معدودات، "ستكون حاسمة لمستقبل المغرب، خاصة في ظل ما يخوله الدستور والقانون من اختصاصات واسعة لمجالس الجهات والجماعات المحلية". وحتى تكون الأمور مفهومة عند عموم المواطنين، أوضح الخطاب السامي مهام كل مؤسسة ودورها وتأثيرها في حياتهم، مبينا أن الحكومة أو البرلمانيين، ليسوا الجهات المسؤولة عن مستوى الخدمات التي تقدمها المجالس المنتخبة، وأن المسؤولين عن هذه الخدمات الإدارية والاجتماعية، هم المنتخبون الذين يصوت عليهم، في الجماعة والجهة، لتدبير شؤونه المحلية. وأشاد مدير معهد العالم العربي، جاك لانغ، بجلالة الملك محمد السادس، باعتباره رجل دولة يساهم في الرقي بالوعي المدني والوطني للمغاربة، من خلال تعبئتهم، في أفق الانتخابات المقبلة. وأبرز لانغ، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء في أعقاب الخطابي الملكي أن لجلالته "رؤية وحسا كبيرا بالواقع". وقال إن جلالة الملك أبان عن إرادة واضحة وجلية لتعبئة المواطنين، في أفق الانتخابات المقبلة. وأضاف أن للخطاب الملكي، الذي تعتبر كل كلمة فيه "مفيدة وموزونة ومضبوطة"، قيمة مدنية على اعتبار أن جلالة الملك يحث المواطنين للتوجه إلى صناديق الاقتراع، مشيرا إلى أن "التصويت حق وواجب". من جانبه، أكد عبد العزيز قراقي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس - السويسي بالرباط، أن الخطاب الملكي السامي يشكل "تكريسا لفلسفة التعاقدات الكبرى التي تربط المواطنين بمؤسساتهم". وأوضح قراقي، أن الخطاب الملكي السامي أكد على ثلاثة عناصر أساسية، أولها الانتخابات المقبلة كمحطة كبرى في تاريخ التعاقدات التي شهدها المغرب، خاصة أنها لأول مرة تأخذ بنظام الجهوية المتقدمة. وأكد رئيس المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية، محمد بنحمو، أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس وجه في خطابه السامي إلى الأمة، نداء واضحا للمواطنين من أجل القيام بالاختيار الأفضل، خلال الانتخابات الجماعية والجهوية المقبلة. وقال بنحمو، إن "صاحب الجلالة الملك محمد السادس وجه نداء واضحا للمواطنين للمشاركة في الانتخابات والقيام بالاختيار الأفضل"، موضحا أن جلالة الملك "أبرز من خلال هذا الخطاب دور واختصاصات المؤسسات، سواء تعلق الأمر بالحكومة أو بالبرلمان أو المنتخبين المحليين، من أجل تمكين المواطنين من فهم أفضل لرهانات هذه الانتخابات، التي تمثل محطة مهمة في هذه الثورة الجديدة التي يطلقها جلالة الملك، والمتمثلة في بناء المغرب الحديث". وأضاف أن المغرب يبني ديمقراطيته بفضل الجهوية المتقدمة، التي تتطلب أن يكون الشخص الذي يتم انتخابه ذا كفاءة وقريبا من المواطنين، ويكون فعالا في تحقيق انتظاراتهم. ويتعلق الأمر، في رأيه، بنداء للأحزاب السياسية والمنتخبين وكافة المواطنين لتحمل المسؤولية في مواجهة مناخ أمني إقليمي بالغ الهشاشة وتهديدات واجهتها المصالح الأمنية المغربية. وقال سعيد خمري، أستاذ العلوم السياسية والقانون الدستوري بكلية الحقوق المحمدية بجامعة الحسن الثاني، إن الخطاب الملكي السامي "إعلان عن ثورة جديدة سينخرط فيها المغرب عنوانها الأبرز هو إطلاق ورش الجهوية المتقدمة، القائمة على التضامن والتوازن والتكافل بين جهات المملكة". وأوضح خمري، أن جلالة الملك ركز في خطابه السامي على محورين أساسيين، يتعلق أولهما بالمسلسل الانتخابي الخاص بانتخاب مجالس الجماعات والجهات، وثانيهما باستراتيجية المغرب لمحاربة الإرهاب والتطرف، دوليا ووطنيا.