من بين ما كان يرويه الدكتور الخطيب رحمه الله في مجالسه- أتذكر رواية مرتبطة بذكرى 20 غشت المجيدة. ولاشك أن هذا العيد الوطني لم يأخذ حقه من الاهتمام الكافي، فالكثير منا ما زال يجهل قيمته وأهميته في تاريخ المغرب الحديث. ففي هذا اليوم كان أكبر اختبار لمدى ارتباط الشعب المغربي بالملكية وبالعرش العلوي تحديدا. فقد عمدت سلطات الاستعمار الفرنسي إلى نفي السلطان محمد بن يوسف معتقدة أن المغاربة سيرضخون للأمر الواقع وسيمر هذا الاعتداء السافر على الشرعية كغيره من التجاوزات التي ألفها الشعب من الاحتلال منذ أن فرض عليه حمايته قسرا.
لكن رُبّ ضارّة نافعة كما يقول المثل، فقد هبّ المواطنون عن بكرة أبيهم منتفضين ضد المستعمر الغاشم ومطالبين بعودة السلطان الشرعي إلى عرش أجداده.
وكان ذلك إذانا بتأسيس حركة المقاومة التي أبلت البلاء الحسن في جل المدن المغربية. وبعد ذلك قيام جيش التحرير المغربي الذي نقل الكفاح إلى البوادي والجبال.
فقد حدثنا الخطيب، رحمه الله، انه بعد حصول المغرب على استقلاله كان قادة حركة المقاومة وجيش التحرير يجتمعون مع جلالة الملك محمد الخامس طيب الله تراه وولي عهده مولاي الحسن للنظر في شؤون البلاد وترتيب أوضاعه. وخلال أحد الاجتماعات تم استحضار ذكرى 20 غشت وتقرر أن يصبح هذا اليوم عيدا وطنيا يحتفل به الشعب المغربي كل سنة.
وبدأ التشاور حول الاسم الذي يجب أن يطلق على هذا اليوم الخالد، وتم اقتراح عدة أسماء. وفي الأخير حصل الإجماع على اسم من إبداع الأستاذ عبد الرحمان اليوسفي، الوزير الأول السابق وأحد قادة حركة المقاومة وجيش التحرير، ألا وهو : "ثورة الملك والشعب".