أكد وزير الداخلية الفرنسي، بيرنار كازنوف مساء امس الخميس بباريس، ان العلاقات بين المغرب وفرنسا، تستمد قوتها وطاقتها من الاحداث التاريخية،ومن الروابط المعاصرة التي ظلت على الدوام أكثر متانة وعمقا بين البلدين. واضاف في كلمة خلال حفل استقبال أقامه سفير المغرب بباريس شكيب بنموسى، بمناسبة عيد العرش المجيد، ان الروابط بين البلدين تندرج ضمن تاريخ عريق، مذكرا بالاحداث الكبرى من تاريخ بلاده، والتي انخرط فيها المغاربة الى حد التضحية. {chaab} {chaab2} وشدد في هذا الصدد على التكريم المتميز الذي خص به الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، الجنود المغاربة، خلال تخليد السنة الماضية للذكرى السبعين لتحرير فرنسا.
وقال ان العلاقات بين فرنسا والمغرب تتميز بالكثافة والعمق والدفئ، مؤكدا ان "لاشيء بامكانه تدمير علاقات تتميز بهذه الكثافة".
واضاف وزير الداخلية الفرنسي، ان هذه العلاقات تتواصل بشكل هادئ عبر تواجد العديد من المغاربة بفرنسا ،والذين يشعرون انهم في بلدهم، يحبون الجمهورية الفرنسية، ويحترمون قوانينها، ويتخذون العديد من المبادرات في عدد من المجالات الاقتصادية والعلمية والثقافية.
وتطرق كازنوف الى مختلف مجالات التعاون بين البلدين، مشيرا من بينها الى الميدان الامني، ومحاربة الارهاب، والنهوض بالقيم المشتركة ومكافحة الهجرة غير القانونية.
وأشاد الوزير الفرنسي ايضا بجودة علاقات التعاون في مجال محاربة كافة اشكال تهريب والاتجار في المخدرات، مذكرا بالنتائج الباهرة التي تحققت هذا الاسبوع، خلال العملية التي نفذت بتعاون مع مصالح الامن المغربية، والتي مكنت من حجز نحو ستة اطنان من مخدر الشيرا بمنطقة مرسيليا.
وقال ان الاجتماع رفيع المستوى الذي انعقد في ماي الماضي برئاسة الوزير الاول الفرنسي ورئيس الحكومة المغربية، مكن من قياس مدى التعاون الثنائي الذي يغطي ايضا المجالات الاقتصادية والصناعية ، ومنها قطاع السيارات، فضلا عن التعاون الجامعي وفي مجال البحث.
واكد ايضا على اهمية التعاون المغربي الفرنسي في الاطار متعدد الاطراف، مشيرا على سبيل المثال الى مجموعة (5 زائد 5 ) ومجموعة الاربعة الكبار.
من جهته اكد سفير المغرب بباريس ان اللقاء الذي تم في بداية فبراير الماضي بين صاحب الجلالة الملك محمد السادس والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند شكل مناسبة لاطلاق دينامية جديدة للتعاون، موثوقة وهادئة وطموحة ، مذكرا بان جلالة الملك اكد في خطابه بمناسبة عيد العرش ، حرصه على تعزيز الشراكة الاستثنائية مع فرنسا، وبتعاون مع الرئيس فرانسوا هولاند.
واضاف ان الصداقة المغربية الفرنسية يجب ان تتجدد ويعاد ابتكارها باستمرار من اجل رفع تحديات القرن الحادي والعشرين ،من اجل ان تضطلع بدورها كرافعة في الفضاء المتوسط والافريقي.
وأشار إلى أن المغرب منخرط بقوة في رفع عدد من التحديات من ضمنها الحفاظ على السلم والاستقرار والامن، ومحاربة الارهاب، والوقاية من التطرف، وخلق شروط نمو مشترك، وتيسير العيش المشترك في ظل التنوع ، والمساهمة في مكافحة التغيرات المناخية، مبرزا ان المغرب يتقاسم مع فرنسا نفس وجهات النظر بخصوص هذه التحديات والانشغالات.
واشاد بنموسى من ناحية اخرى بموافقة البرلمان الفرنسي بأغلبية واسعة على البروتكول الإضافي للاتفاق القضائي بين البلدين، مشيرا الى ان هذا البروتوكول، يتيح تحسين فعالية التعاون القضائي ضمن احترام مؤسسات كل بلد، وقانونهما الداخلي والتزاماتهما الدولية.
وعلى صعيد آخر ابرز الدبلوماسي المغربي ان المغرب نفذ منذ عدة سنوات استراتيجية شمولية اعطت اكلها في مجال محاربة الارهاب، تجمع بين الاجراءات الامنية والتنمية الاقتصادية الشاملة، والنهوض بالتسامح الديني، مشيرا الى ان المملكة، تعتبر التعاون الاقليمي والدولي لمحاربة هذه الظاهرة قضية ذات اولوية ، معربا عن امله في تعزيزه خاصة على مستوى المغرب العربي ومنطقة الساحل والصحراء.
حضر حفل الاستقبال كاتب الدولة الفرنسي المكلف بالعلاقات مع البرلمان جان ماري لوغوين، وعدد من النواب واعضاء مجلس الشيوخ الفرنسي، وشخصيات تنتمي الى مختلف الآفاق.