في أول نشاط رسمي له بعد عودته، أمس الأحد، إلى أرض الوطن، من فرنسا التي قضى بها أزيد من شهر في عطلة خاصة، استقبل الملك محمد السادس، اليوم الاثنين، وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، بالقصر الملكي بالرباط. وحضر استقبال الملك محمد السادس لرئيس الدبلوماسية الفرنسية وعدد من مسؤولي وزارته، والذي يظهر أنه تم في أجواء منشرحة، المستشار الملكي، فؤاد عالي الهمة، ووزير الشؤون الخارجية والتعاون، صلاح الدين مزوار، وشكيب بنموسى، سفير الرباط في فرنسا. وأفاد بلاغ للديوان الملكي بأن مباحثات العاهل المغربي ووزير الخارجية الفرنسي تناولت العلاقات بين البلدين، والسياق الأمني الإقليمي، وخاصة مكافحة التهديدات الإرهابية التي تطال المنطقة، إضافة إلى مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. واسترسل البلاغ ذاته بأن "المباحثات تطرقت أيضا، ضمن ذات اللقاء، إلى مناقشة الآفاق المستقبلية، القوية والهادئة، للعلاقات الثنائية بين البلدين في جميع المجالات". ويأتي استقبال العاهل المغربي لرئيس الدبلوماسية الفرنسية تتويجا لعودة مياه العلاقات بين الرباط وباريس إلى مجراها الطبيعي، بعد أن شهدت فتورا واضحا، منذ شهر فبراير 2014، على إثر واقعة استدعاء مدير المخابرات المدنية من طرف السلطات الفرنسية. وأكد فابيوس، في حوار نشرته جريدة "لوماتان"، أن المغرب "شريك رئيسي" لفرنسا، وأن بلاده تعتزم العمل معه "على قدم المساواة، مبرزا أنه "أمام التحديات المشتركة التي تنتظرنا، تتجاوز الصداقة الفرنسية المغربية كونها ضرورة". وأضاف رئيس الدبلوماسية الفرنسية، أنه "جرى تجاوز الأزمة بين البلدين، وإنهاء سوء التفاهم وإيجاد الحلول، مشيرا إلى أن""المحادثات التي أجراها زعيما البلدين منذ شهر بالإليزيه أرست الأسس لحركية جديدة بين بلدينا" وفق تعبيره. وكان الجالس على العرش قد تم استقباله في التاسع من فبراير الماضي من طرف الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، بقصر الإليزيه، إبان العطلة الخاصة للملك، حيث اتفق الطرفان حينها على "عزم فرنسا والمغرب على مكافحة الإرهاب سويا، والتعاون التام في مجال الأمن". واتفق قائدا البلدين حينئذ على إقامة "برنامج مكثف من الزيارات الوزارية سيمكن من التحضير للاجتماع رفيع المستوى المقبل بين الحكومتين، فضلا عن "ارتياحهما لتوفر الظروف من أجل دينامية جديدة لتعاون وثيق وطموح بين فرنسا والمغرب في جميع المجالات".