تحولت جبهة البوليساريو، المكونة من مرتزقة تحت رحمة الجزائر، إلى أداة لممارسة القمع والاحتجاز تجاه الصحراويين، ولم يعد توظيف الصحراويين يقف عند حد، بل تم حرمان حتى بعض الحالات الخاصة التي تعيش في الخارج من مغادرة المخيمات، وقد تفجرت أخيرا قضية نجيبة بلقاسم بعد قضية محجوبة، وأصبحت قضيتها على كل لسان ووصلت إلى المنتديات الدولية، وقد وجهت مناشدة للمجتمع الدولي ووسائل الإعلام من أجل العمل على المطالبة بالإفراج عنها والعودة إلى إسبانيا. ووفق ما أوردت وسائل إعلام إسبانية، التي روت قصة الجحيم التي تعيشها الشابة الصحراوية، فإن الأمر يتعلق بنجيبة محمد بلقاسم، البالغة من العمر 23 سنة، والتي تحتجزها عصابات البوليساريو بمخميات تندوف، التي يتم تسييرها من قبل الجيش الجزائري.
وقد تم سحب جواز سفر الشابة الصحراوية من قبل مليشيات البوليساريو وتم منعها من العودة إلى إسبانيا لتلتحق بعائلتها بالتبني وفق ما أوردت الصحيفتان الإلكترونيتان الإسبانيتان (هويلفا إنفورماسيون.إو إس) و(دياري ودي سيفيا).
وفي تفاصيل القضية كانت نجيبة بلقاسم قد حلت منذ 15 سنة بالأندلس في إطار برنامج "عطلة في سلام"، الذي تنظمه الجمعيات المساندة للبوليساريو، وقد تمكنت، منذ ذلك التاريخ، من العيش مع أسرة إسبانية جنوب إسبانيا، أي منذ كان عمرها ثماني سنوات، قبل أن تقرر زيارة مخيمات تندوف رفقة أفراد عائلتها بالتبني.
وحسب الصحافة الإسبانية فإن والدها بالتبني قد أوضح أن نجيبة توجهت إلى مخيمات تندوف لزيارة عائلتها سنة 2013، وتم منعها من العودة إلى إسبانيا، كما تم سحب جواز سفرها الجزائري وهاتفها، وأشار والدها بالتبني إلى أن عائلتها تريد تزويجها غصبا عنها ومنعها من العودة إلى إسبانيا.
وليست هذه هي الحالة الأولى بل تضاف إلى حالة أخرى من حالات الحجر على حرية التنقل كأبسط حق من حقوق الإنسان، إذ سبق أن تم منع الشابة الصحراوية محجوبة محمد حمدي داف، من مغادرة المخيمات، والتي تم احتجازها السنة الماضية، ولم يتم الإفراج عنها إلا بعد تعبئة دولية.
وحسب معلومات مؤكدة فإن شابة أخرى، تسمى داريا امبارك سلمى، لا زالت محتجزة بتندوف، وممنوعة من مغادرة المخيمات للإنضمام إلى أسرتها بالتبني في تينيريفي بجزر الكناري.
يذكر أن الشابة محجوبة محمد حمدي داف (23 سنة) توجهت إلى مخيمات تندوف لزيارة عائلتها، لكنها جردت من جواز سفرها ونقودها لمنعها من العودة إلى إسبانيا. وبعد سلسلة من الضغوطات والاحتجاجات على الصعيد الدولي وبإسبانيا، تم الإفراج عن هذه الشابة واستأنفت حياتها الطبيعية بمدينة بلنسية حيث كانت تعيش مع والديها بالتبني.
وأثار احتجاز محجوبة تعبئة وتضامنا قويين عبر العالم من أجل الإفراج عنها. ونظمت اعتصامات، ونشرت عرائض على شبكة الإنترنت، إلى جانب مظاهرات مختلفة للدعم والتضامن تنديدا بهذا التصرف الحقير الذي ينضاف إلى قائمة الخطف والجرائم وانتهاك الحقوق التي يقترفها جلادو تندوف.
كما دفعت قضية الشابة محجوبة الكاتب الإسباني فيسنتي سوريانو لنشر كتاب بعنوان "صرخة حرية من الرمال، حالة محجوبة"، كشف، خاصة، عن ظروف احتجاز هذه الشابة بمخيمات تندوف، وسلط الضوء على حياة الساكنة، وغياب الحريات في هذه المخيمات.