يقول المثل "السفيه لا ينطق إلا بما فيه". الوزير الأول الجزائري عبد المالك سلال، خرج عن صمته ليعبر عن كرهه للمغرب. كان ينتظر منه الجزائريون أن يتحدث عن الخلفيات الحقيقية للأحداث، التي وقعت بغرداية، وعن المخارج التي تقترحها الحكومة الجزائرية، خصوصا وأن الأزمة لم تعد تنتهي حتى تنطلق شرارتها من جديد، غير أن الوزير الأول، وفي غياب الرئيس الذي يوجد طريح الفراش، فاجأ الجزائريين ليقول لهم إن الأزمة ليس جزائرية ولا علاقة لها بالعنف الطائفي، وإنما هي مؤامرة أجنبية من تمويل بلد شقيق. وأضاف سلال "الذين يريدون أن يتوجهوا إلى بان كي مون فليتوجهوا، ومن يعتقد أنه سيعيد الروح إلى الحركة من أجل استقلال القبايل انطلاقا من غرداية واهم"، هذا ما فاه به سلال أثناء لقائه بأعيان غرداية.
سلال الذي ليست له الشجاعة ليسمي الأشياء بمسمياتها أوكل هذه المهمة لجريدة النهار، حيث نقلت عن سلال قوله لأعيان غرداية "نحن نعرف بدقة مصادر تمويل هذه المخططات القادمة من بلد شقيق"، مضيفا أنه يتوفر على أسماء مثيري الفتنة ومن يحركهم.
لقد فهم العالم أن سلال يقصد المغرب خصوصا بعد التقرير الذي نشرته النهار الجزائرية والتي قالت إن الناشط الأمازيغي أحمد عصيد تدخل من أجل تنظيم لقاء بين كمال فخار ومستشار الملك للشؤون الثقافية. وحسب التحريات التي أجرتها الجريدة فإنه تم إعطاء تعليمات لفخر الدين قصد إحداث الفتنة بمنطقة مزاب الجزائرية.
الجزائر لديها مشاكل حقيقية وعليها أن تنكب عليها ولا ينبغي لها أن تعلق فشلها في تدبير هذه المنطقة على المغرب البعيد كل البعد عن مثل هاته المؤامرات، المعروفة عن الجارة الجزائر، التي رعت ولأكثر من 40 سنة منظمة مرتزقة إرهابية هدفها زرع الفتنة في المغرب، ومع ذلك فإن المغرب لم يعلق مشاكله على الجزائر، بل وجد حلولا لمشاكل التنمية وللإدارة وغيرها.
أن تصل السلطات الجزائرية إلى هذا المستوى من الانحطاط فهذا يدلّ على مقدار الأزمة الخانقة التي تتخبط فيها بسبب عجزها عن حل المشاكل المتفاقمة، بما يقتضيه الأمر من حكمة وسداد رأي، فرغم ملايير الدولارات من فائض العملة ورغم كل الثروات الطبيعية التي ما فتئت تنهب من طرف الجنرالات المستبدين بالأمر في الجزائر، ما زالت الغمة سائدة وأجواء البلد مكهربة وشروط العيش الكريم وجودة الحياة منعدمة.