أعلن الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بليبيا، ورئيس بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا بيرناردينو ليون أنه بعد التوقيع بالأحرف الأولى على اتفاق الصخيرات، سوف تنكب أطراف النزاع الليبي على نقطتين أساسيتين، وهما تشكيل حكومة وحدة وطنية وملحقات الاتفاق الذي تم التوقيع عليه ليلة السبت - الأحد، في الصخيرات. وقال المسؤول الأممي، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون صلاح الدين مزوار، في أعقاب التوقيع بالأحرف الأولى على اتفاق الصخيرات إن "عملا مهما جدا" تم القيام به ولكن الطريق المتبقي يحظى أيضا "بأهمية كبيرة" من أجل استعادة السلام والأمن في ليبيا، وخصوصا إشراك الجماعات المسلحة، والفاعلين الذين يسيطرون على الميدان والجيش الليبي في هذا المسلسل.
وبخصوص غياب ممثلين عن المؤتمر الوطني العام الليبي (برلمان طرابلس)، أكد بيرناردينو ليون أنه "يمكن دوما أن نجد حلا" للخلافات، مشيرا إلى أن الأمر لا يتعلق "بخلافات كبيرة أو عميقة".
وتوجه الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بليبيا، ورئيس بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا بالشكر للمشاركين في هذا الحوار والدول والأطراف الفاعلة التي لعبت دور "مهما جدا" في تسهيل هذه المناقشات، بما في ذلك المغرب وجلالة الملك محمد السادس.
من جانبه أكد صلاح الدين مزوار أن الاتفاق يمثل خطوة "مهمة" على طريق السلام والاستقرار والوحدة الوطنية في ليبيا. وأضاف مزوار أنه على الرغم من الخلافات والعقبات المختلفة، فإن الشعب الليبي برهن على مستوى كبير من النضج، وأبان عن عزمه على بناء ليبيا ديمقراطية وموحدة، حيث يكون احترام حقوق الإنسان والتعايش بين جميع مكونات المجتمع الشعار الأساسي.
ومضى مزوار قائلا "نحن سعداء بأن مدينة الصخيرات احتضنت التوقيع بالأحرف الأولى على هذا الاتفاق التاريخي، الذي تشكل صيغته الحالية أفضل صيغة ممكنة في ظل الظروف الحالية، ليس فقط إزاء الوضع الداخلي في ليبيا ولكن بالنظر أيضا إلى السياقات الإقليمية والدولية". وأشار إلى أن هذا الاتفاق الذي يحرص على أن يكون شاملا والذي يهدف إلى مواكبة الفترة الانتقالية في ليبيا، يهم على الخصوص الهيكل المؤسساتي للبلاد، وحكومة وحدة وطنية والإجراءات الأمنية، مضيفا أن توجيهات جلالة الملك محمد السادس، والعمل ذي النفس الطويل الذي تقوم به بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا، فضلا عن روح التفاني التي برهنت عليها أطراف النزاع قد أفضت إلى لهذا الاتفاق.
وأضاف أنه مازال ينبغي القيام بعمل طويل بالتأكيد مشيرا إلى أن الأطراف مدعوة إلى القيام بخطوات "حاسمة" في المستقبل، وهو ما يتطلب ضرورة الحفاظ على نفس التوجه والحرص على مصلحة الشعب الليبي. وأبرز أن نتائج عملية التفاوض الحالية هي ثمرة شراكة بين الأممالمتحدة والمغرب، مشيرا إلى أن المملكة ملتزمة من أجل مصلحة ليبيا وانتمائها المغاربي.
ورحب ممثلو الأطراف الموقعة، وخصوصا البرلمان المعترف به دوليا (برلمان طبرق)، والمستقلون والمجتمع المدني، بالتوقيع بالأحرف الأولى على اتفاق الصخيرات، ودعوا المؤتمر الوطني العام الليبي (برلمان طرابلس) إلى الانضمام إلى هذا الاتفاق من أجل إخراج البلاد من الأزمة السياسية والعسكرية التي تعرفها منذ أكثر من 3 سنوات. كما توجهوا بالشكر للممثل الخاص للأمم المتحدة والمجتمع الدولي وخاصة المغرب، على الجهود التي بذلوها من أجل التوصل إلى هذا الاتفاق.
ويذكر أن أطراف النزاع الليبي، وقعت مساء أول أمس السبت، بالأحرف الأولى على "اتفاق الصخيرات"، الرامي إلى إيجاد حل سياسي يمكن من الخروج من الأزمة السياسية والعسكرية التي تشهدها ليبيا منذ 2011.
وقد وقعت على هذا الاتفاق، مختلف الأطراف المجتمعة في الصخيرات، بما في ذلك رؤساء الأحزاب السياسية المشاركين في الجولة السادسة للمحادثات السياسية الليبية التي تنعقد تحت إشراف الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بليبيا.
وتحتضن المملكة منذ 5 مارس 2015 محادثات الحوار الليبي، تحت إشراف الأممالمتحدة، بين أطراف الأزمة الليبية برلمان طرابلس، وبرلمان طبرق والمستقلين الذي يتشكلون من شخصيات مدنية ومثقفين ورجال قانون ورجال أعمال بالإضافة إلى ممثلين عن جمعيات نسائية.