كشفت دراسة حديثة في الدول الإسكندنافية أن موقع "فيسبوك" الاجتماعي يجعل النساء اللواتي يحملن شهادات عادية ولهن خلفية اجتماعية بسيطة أكثر كآبة. وأظهرت الدراسة التي أجريت في قسم علم النفس بجامعة يوتيبوري أن واحدا من كل 4 سويديين يستخدمون فيسبوك يشعر بسوء الحال، وأن النساء تنتابهن مشاعر غير جيدة كلما استخدمن الموقع لفترة أطول، ويرجع الباحثون السبب إلى أن النساء يقمن بمقارنة حياتهن بحياة الأخريات ومدى سعادتهن.
ويؤكد الباحث النرويجي ارنولف كولستاد من جامعة أوسلو أن موقع فيسبوك يجعل الكثير من النساء بشكل خاص ينظرن إلى غيرهن من النسوة، ويبكين على ما هن فيه، دون معرفة الحقيقة، ومدى صدقية الأسماء والمعلومات، إلى جانب الصور المزيفة للشخصية المنتشرة في الموقع، مما يجعل النساء غير الجميلات وغير المتعلمات يشعرن بالحقد مرة، وبالكآبة مرة ثانية.
ويقول الطبيب النفسي لايف دينيت من جامعة جوتنبرج إن الإسكندنافيات يستخدمن فيسبوك في المتوسط 81 دقيقة يوميا أكثر من استعمال الرجال الذين يستعملونه 64 دقيقة يوميا، وفي النرويج بلغ عدد الأعضاء في الموقع 2,5 مليون عضو في فيسبوك في عام 2012، مشيرا إلى أن الموقع يحوي كثيرا من المعلومات الكاذبة، ولا يفيد الإنسان به إلا من خلال تواصله مع ذويه، ومعارفه الذين يعرفهم بشكل دقيق.
وينصح دينيت المستخدمات بإغلاق حساب فيسبوك للتخلص من الحسد والكآبة، لأن أكثرهن في الحقيقة ينشرن أخبارا وصورا تظهرهن سعيدات وجميلات، وهن في الحقيقة على خلاف ذلك.
ويذكر الباحث يورغن نيلسن من جامعة كوبنهاجن أن أكثر زوار الموقع من العاطلين عن العمل أو ليس لديهم عمل مهم وطويل يشغل أوقاتهم، لذلك يقعون في مصيدته اليومية لمتابعة أهم الأخبار والصور.
وأضاف أن المستخدم يطلق على أعضاء صفحته صفة الصديق، وهو لا يعلم في الواقع عن الشخصية التي تطلب الصداقة الكثير، ويضيفها بشكل عشوائي وفضولي، وعندما يتبين زيفها أو عدم توافقها مع نفسيته يحذفها بعد فوات الأوان.
ويؤكد نيلسن أن فيسبوك نشر مرضا خطيرا بين الناس حول العالم، وما زال الكثير يجهل عنه وهو موضوع "الهم" الذي ينتاب شريحة كبيرة من الناس عند سماعهم لقصة محزنة أو مشاهدتهم لصورة معبرة، حتى أصبحوا لا يفرحون كثيرا لرؤية مشاهد وأخبار سعيدة، لأنها ليست من واقعهم الحقيقي، بل يعتمدون الزيف في التعليقات واللايكات والصور لإخفاء الحقيقة.
وتؤكد نتائج الدراسة انخفاض معدل التسجيل في الموقع في السنوات الماضية، حيث سجلت في النرويج 71% ممن لهم حسابات في الفيس، وألغيت نسبة 29% منها وفي الدنمارك ألغت نسبة 23% حساباتها في الموقع أيضا خلال عام 2012 وغالبية المسجلين في الموقع في الدول الإسكندنافية من فئة الشباب 12- 29 عاما يشكلون نسبة 89% ممن لهم حسابات.
ترى كم حاسد معنا في الفايسبوك ونحن لا نتعرف عليه؟؟؟