تناقلت قبل أيام مجموعة من المواقع الالكترونية بمدينة طنجة صورا لمظاهر احتفال شبيهة بزفاف داخل بيت الصحافة، وهو ما أثار جدلا وتساؤلا، وهل تحول فعلا بيت معد أساسا للصحافيين والإعلاميين لاحتضان أنشطتهم ولقاءاتهم، إلى قاعة للأفراح والأعراس؟ الصور المنشورة كانت مصحوبة بمقالات تتهم فيها المسؤول الأول عن البيت الزميل سعيد كوبريت، بأنه أصبح يكتري بناية المؤسسة لخواص من أجل عرض أنشطتهم، بل ومنهم من طالب بمحاسبة الزميل كوبريت على هذا العمل.
ومن أجل استجلاء الحقيقة كاملة اتصلنا في "تليكسبريس" بالسيد سعيد كوبريت، مدير بيت الصحافة، لتوضيح حقيقة ونوعية النشاط الذي أقيم بهذه المعلمة الصحافية.
وإليكم نص الحوار.
ما حقيقة الأخبار الواردة من طنجة والتي تشير إلى أن بين الصحافة تحول إلى قاعة للحفلات والأعراس؟
- الموضوع برمته محض تزييف لحقيقة الأمر، من قبل بعض تجار الفشل الحاقدين الناقمين على كل عمل نضالي يتم تحقيقه سواء تحت سقف بيت الصحافة أو داخل النقابة الوطنية للصحافة المغربية.
والمضحك المحزن في الحكاية، أن بطل هؤلاء نصاب مطرود من مقاولة محلية لصناعة الأجبان، ما فتئ يبتز ضحاياه في الحانات والفنادق، وجرمه هذا معروض على أنظار العدالة.
والمؤسف كذلك، أننا نجد أنفسنا اليوم بعد كل هذه النجاحات التي تحققت على مآل هذه السنة، آخرها احتضان مؤسستنا لأشغال المكتب الدائم للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب لأول مرة بالمغرب، وتناقلت نتائجه الباهرة قصاصات مختلف الوكالات والمنابر الإعلامية، وقبلها الأمانة العامة لاتحاد الصحفيين العرب، ودورة تدريبية تحت إشراف مركز حماية الصحفيين التابع للأمم المتحدة وغيرها من المواعيد والمحطات التي استطاعت دون تمجيد للذات تسويق نموذج المغرب بالصورة الملائمة، واعتراف كبريات الهيأت والمنظمات العربية والدولية.
موضوع الضجة، التي افتعلها من لا علاقة له بالمهنة، ولا بالثقافة ولا تربطه آصرة مع بيت الصحافة، لقاء أنيق وهادف من قبل جمعية ميزة النسائية غايته التعريف بإبداعات وحرفية المرأة بالمنطقة الشمالية، في فنون مختلفة وعرض منتوجها أمام الوافدين، خاصة أن هذه المقاربة تستهدف النساء في وضعيات اجتماعية هشة، وهو ما جعلنا ندعم الجهة المنظمة.
علما بأن بيت الصحافة دأب في كل مبادراته المماثلة أن يمنح فضاءاته بشكل مجاني، ولا ننسى أن هذا الحفل تخللته فقرات مختلفة، منها تكريم شخصيات فنية وثقافية وإعلامية، وأخرى عصامية، وتوج ذلك بهودج طنجاوي أصيل يستذكر جميل الأيام الغابرة، وهو ما جعل مرضى النفوس يروجون له كحفل زواج.
هل القانون الأساسي لبيت الصحافة يسمح للجمعيات التي لا علاقة لها بقطاع الصحافة والإعلام أن تقيم نشاطا داخل المؤسسة الإعلامية؟ وهل هناك مقابل يؤدى من أجل احتضان هذا النوع من الأنشطة؟
- عموما بيت الصحافة، كنموذج استثنائي في المنطقة العربية والأفريقية يستند في أدبياته على مرجعيات ومبادئ، تؤمن بأن العمل الثقافي لا ينحصر في إنتاج المعرفة الفكرية الخالصة، وإنما هي نمط عيش الناس وحفظ تقاليدهم وصون إرثهم وهذا سياق هذا الحفل.
وإذا كان هناك من يريد أن يروج الإفك والبهتان، فإننا نطمئنه بأن بيتنا محصن بقانون أساسي ونظام داخلي، يرتكزان على سند من القيم الكبرى ليس أقلها إيماننا بإنصاف المرأة، والدفاع عن كرامتها الاجتماعية، لذلك فهي مرحب بها داخل البيت، نفس الأمر ينطبق على كافة الجمعيات المدنية التي تتوافق منظومة قيمها مع مرجعيتنا.
الأخبار الواردة من فرع النقابة الوطنية للصحافة بالشمال، تشير إلى أن هناك احتقان داخل هذا الجسم الصحافي حول الجمع العام الذي لم يتم منذ مدة طويلة، ما ردكم على هذا؟.