تم التوقيع أمس الأربعاء بأبيدجان، في إطار زيارة العمل والصداقة التي يقوم بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس لكوت ديفوار، على ثلاث اتفاقيات للتعاون بهدف تعزيز الشراكة بين المغرب وكوت ديفوار في القطاع السياحي. وتندرج هذه الاتفاقيات، التي وقعها وزير السياحة لحسن الحداد ونظيره الإيفواري روجر كاكو، في إطار الإرادة التي عبر عنها البلدان بخصوص تقوية وتعزيز روابط التعاون في المجال السياحي.
وينص التعديل الذي هم اتفاق التعاون في المجال السياحي برسم الفترة ما بين سنتي 2014 و2017، إحداث لجنة مختلطة متخصصة خلال سنة 2015 بهدف السهر على وضع وثيقة تحليلية وتقييمية ترصد التحديات ومحاور نمو القطاع السياحي في البلدين.
وهكذا، يحرص البلدان، بمقتضى الاتفاق، على تبادل الخبرات والتجارب في مجال التشخيص وتقويم العرض والمؤهلات السياحية (الشواطئ، الثقافة، الطبيعة ...)، وتحليل وتصنيف مختلف المؤهلات الكفيلة بضمان إشعاع سياحي سواء على الصعيد الدولي والوطني والمحلي.
كما يروم الاتفاق خلق محفظات لمنتوجات متنوعة، وتطوير المنتوجات ذات القيمة المضافة المرتفعة التي تمكن من إطالة متوسط مدة الإقامة، وإعادة التوزيع الجغرافي.
وينص، أيضا، على تبادل المعلومات والمعطيات المرتبطة بالاستراتيجيات، وتنظيم المقاولات بالقطاع السياحي، من أجل ضمان تأطير أكبر وجودة أعلى للخدمات وتنافسية أكثر، إلى جانب اعتماد مقاربة مشتركة لدى الهيئات والمنظمات الدولية مثل المنظمة العالمية للسياحة والبنك العالمي وشركة التمويل الدولية.
وفي مجال التكوين، تم التوقيع بهذه المناسبة، على اتفاقية توأمة بين المعهد المتخصص للتكنولوجيا الفندقية والسياحية بمراكش، والثانوية المهنية الفندقية بأبيدجان.
وتتوخى هذه الاتفاقية بلورة دينامية للشراكة في مجال التكوين المهني الفندقي والسياحي. وتشمل الاتفاقية عدة مجالات من بينها التكوين الأساسي، ولاسيما ما يتعلق بالدعم التقني من أجل إحداث شعب وتخصصات جديدة وتبادل الزيارات للأساتذة والخبراء والمتخصصين، إلى جانب توفير مقاعد بيداغوجية.
كما تهم التكوين المستمر وتكوين المكونين، من خلال النهوض بالبحث والابتكار ونقل الكفاءات لفائدة الموارد البشرية بالبلدين.
ووقع الوزيران أيضا على اتفاقية شراكة ثالثة، تتعلق بالجهود المشتركة للنهوض والتطوير السياحي بين المكتب الوطني المغربي للسياحة والمكتب الإيفواري "كوت ديفوار سياحة". ويروم هذا الاتفاق ترجمة جهود الترويج والتنشيط والبحث عن أسواق جديدة في مجال الأسفار المتعددة والمركبة.
وأبرز السيد الحداد في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه الاتفاقيات تندرج في إطار السعي نحو تعزيز وتقوية علاقات التعاون والشراكة الوثيقة بين كوت ديفوار والمغرب في المجالين السياحي والتكوين السياحي.
وقال "إننا نهدف إلى الترويج لوجهة كوت ديفوار بالمغرب ، إلى جانب الترويج للمغرب بكوت ديفوار، من خلال الاستفادة من الرحلات الجوية التي تربط البلدين ومختلف الأنشطة ، وكذا العلاقات التاريخية القائمة بين البلدين"، مشيرا إلى أن الزيارة التي يقوم بها حاليا صاحب الجلالة الملك محمد السادس لكوت ديفوار تشكل دفعة قوية لعلاقات الأخوة والصداقة التي تجمع البلدين والشعبين.
وأكد وزير السياحة في السياق ذاته، أنه إلى جانب العلاقات المتميزة والوثيقة ، ومختلف أشكال الربط ، فإنه يتم تسجيل انبثاق طبقة متوسطة تولي اهتماما كبيرا للمنتوج السياحي المغربي ولاسيما منتوجي "التسوق" و"مراكش".
وأضاف "إننا نعمل أيضا على تطوير المنتوج السياحي الديني، انطلاقا من وجود قوي للطائفة التيجانية، كما ننكب على العمل حاليا مع الخطوط الملكية المغربية ومنظمي الأسفار من أجل تعزيز النهوض بالزيارة التيجانية بفاس، والمزاوجة بين ما يتعلق بالزاوية التيجانية وكل ما يهم التسوق ومراكش".
كما أوضح السيد الحداد، أن السياحة الصحية والطبية تشكل مجالا ثالثا يعمل البلدان على تطويره وتعزيزه، مشيرا إلى أن المجال الرابع الذي يتعين استهدافه على المدى الطويل يتمثل في كل ما هو مشترك بينهما.
وتجدر الإشارة إلى أن كوت ديفوار تتمتع بمؤهلات كبيرة في القطاع السياحي، لاسيما وأنها تعد ثاني قوة اقتصادية في منطقة غرب افريقيا، حيث حققت نموا بنسبة 9,9 بالمائة في سنة 2014 مقابل ثمانية بالمائة في السنة التي قبلها، كما تشهد بزوغ شريحة جديدة من الزبناء تتمثل في السياحة العائلية والسياحة الدينية (فاس)، وسياحة الأعمال والتسوق.
وكان المغرب قد استقبل خلال السنة الماضية نحو 20 ألف و200 سائح إيفواري، بزيادة نسبتها ثلاثون بالمائة، كما يطمح إلى مضاعفة تدفقات السياح الوافدين من هذا البلد الشقيق والصديق، في أفق بلوغها حاجز الثلاثين ألف سائح في السنوات المقبلة.