دعت حكومة "الإنقاذ الوطني" المسيطرة على العاصمة طرابلس، أمس الأحد، القوات العسكرية والاجهزة الامنية التابعة لها الى "النفير العاجل" من أجل مواجهة تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) على أن تكون على "استعداد للدفاع عن الأرض والعرض والدين ضد خوارج العصر". وقالت حكومة الانقاذ، التي لا تحظى باعتراف المجتمع الدولي في بيان أصدرته إثر عملية التفجير التي استهدفت صباح أمس بوابة أمنية بمدينة مصراتة، أنها "ماضية في محاربة الفكر المتطرف والعصابات الإجرامية التي تعمل تحت ما يسمى بتنظيم الدولة حتى استئصال جذوره ومحاربة التكفيريين والانقلابيين (...) الذين يخلون بالأمن وينشرون الرعب ".
وأدان البيان ، الذي تلاه رئيس حكومة الانقاذ، خليفة الغويل، التفجير الإرهابي الذي وقع بمصراتة موقعا خمسة قتلى وعددا من الجرحى، مؤكدا أن حكومته "تستشعر الخطر الداهم الذي يهدد أمن البلاد والعباد بتجميع متطرفين من شتى الملل ليقيموا دولة خلافتهم المزعومة واستقطاب بعض الشباب الليبي في تنظيماتهم العابرة للحدود التي لا تعترف بحق الحياة إلا لمن والاها" .
ودعا البيان كافة مدن وقبائل ليبيا للاصطفاف صفا واحدا لحماية ثورتهم مهيبا، بالمجتمع الدولي والأمم المتحدة "مساندة ليبيا ومواجهة هذا الخطر الداهم العابر للحدود الذي يتهددها والذي يحاول أن يوجد موطئ قدم ينطلق منه إلى باقي دول العالم مستغلا الوضع الأمني الراهن" .
وكانت الحكومة المؤقتة الليبية المعترف بها دوليا قد حذرت بدورها من سعي تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) في أعقاب تمكنه من بسط سيطرته على مدينة سرت (640 كلم شرق طرابلس) إلى الاستيلاء على المنشآت النفطية والبنيات التحتية الرئيسية التي تتوفر عليها المدينة بما فيها الميناء والمطار الدولي.
وأوضحت الحكومة، في بيان أصدرته مساء أول أمس السبت، أن سيطرة تنظيم (داعش) على مدينة سرت "يعد مؤشرا خطيرا على سعي التنظيم الى الاستيلاء على المؤسسات والمنشآت النفطية القريبة منها واستخدامها كقاعدة للإمداد العسكري بالإضافة الى استخدام ميناء المدينة لإدخال الإرهابيين إلى ليبيا واتخاذه نقطة انطلاق للهجرة غير الشرعية التي تشكل خطرا على ليبيا ودول حوض البحر الابيض المتوسط".
وأكدت الحكومة أن كل الدلائل تشير إلى أن تنظيم (داعش) "ماهو إلا الوجه الآخر لمليشيات فجر ليبيا يتبادلون الادوار فيما بينهم في التنكيل بأبناء الشعب الليبي وتدمير ممتلكاته"، منبهة "المجتمع الدولي الى أن تنظيم (داعش) بدأ فعليا تنفيذ مخططه القاضي بالاستيلاء على المنشآت النفطية للحصول على تمويل لعملياته الإرهابية".