أكد مختار بن حيدرة الأستاذ الجامعي ورئيس الفيدرالية العالمية لأصدقاء الصحراء المغربية، أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس هو قائد الدولة الأكثر انخراطا في التعاون جنوب- جنوب، مما جعل جلالته ينال حب ساكنة منطقة إفريقيا جنوب الصحراء. وأوضح بن حيدرة أن "جلالة الملك أصبح خلال السنوات الأخيرة قائد الدولة الأكثر انخراطا في التعاون جنوب- جنوب. فتنقلات جلالة الملك المتعددة للقارة الإفريقية جعلت من جلالته أحد القادة الأكثر شهرة على مستوى القارة الإفريقية".
وقال "في ظرف سنة، زار جلالة الملك عشرات البلدان، فلا شك أن جلالته يحظى أينما حل وارتحل بنفس الترحاب الذي تستقبل به الساكنة ملكا شابا، ديناميكيا، متعاطفا، يتمتع بمعرفة واسعة ومنفتح على إفريقيا".
وأشار إلى أن جلالة الملك جعل من التعاون جنوب- جنوب هاجسه الأول، حيث لم يدخر أي جهد لتكثيف الاتصالات مع قادة الدول الإفريقية من أجل النهوض بالشراكة رابح- رابح، مسجلا أنه، وبفضل دعم جلالة الملك، "قرر أكبر الفاعلين المغاربة تطوير علاقات تعود بالنفع على الجميع".
ويرى بن حيدرة أن دينامية التعاون جنوب- جنوب التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس خلال العشرية الأخيرة، بدأت تعطي أفضل ثمارها. ولعل خير دليل على ذلك، عدد المقاولات المغربية التي تعبر عن رغبتها في الاستقرار ببلدان إفريقيا جنوب الصحراء، لاسيما بغرب إفريقيا.
ولاحظ الجامعي الإيفواري أن عددا من الأبناك ووكالات التأمين والوحدات التجارية والصناعية، تستفيد من شبكة واسعة من الوكالات والموزعين بنحو عشرة بلدان، بما يجعلها مساهمة حقيقية في التنمية المحلية، معتبرا أن المستوى المنخفض الذي يشهده الإقبال على الأبناك بهذه البلدان مرشح للارتفاع بشكل ملحوظ بفضل هذه المؤسسات المغربية ذات الخبرة في المجال.
وأضاف أن هذه المؤسسات، وبفضل سياسة دينامية لفائدة المقاولات الصغرى والمتوسطة والوحدات الصناعية الصغرى والمتوسطة، ستعمل على تحفيز المبادلات بين المملكة والبلدان الإفريقية، مذكرا بمجالات إستراتيجية أخرى يستثمر فيها المغرب، لاسيما البناء والأشغال العمومية والاتصالات.
من جهة أخرى، أشار بن حيدرة إلى أن شركة الخطوط الملكية المغربية التي تقصد كل يوم جميع عواصم غرب إفريقيا انطلاقا من الدارالبيضاء، تساهم بقسط كبير في حركية الأشخاص والممتلكات، محفزة بذلك التقارب بين مواطني هذه البلدان الإفريقية والمغرب.
وأكد أن مقاولات أخرى ستسير على نفس هذا النهج المتميز للتعاون في منطقة تضم بضعة مئات الملايين من المستهلكين، موضحا أن هذه السوق الكبرى التي تنفتح على المملكة المغربية ستشكل نموذجا لمبادرات أخرى وتتيح فرصا كبرى لتنمية القارة.
وأشار إلى أنه، وبعد سنوات من التعاون والمبادلات مع أوروبا، والتي تجد نفسها مع توسع الاتحاد الأوروبي في مواجهة تحديات جديدة، تجد المملكة المغربية في إفريقيا "تربة خصبة لتطور المقاولات المغربية".
واعتبر بن حيدرة أن نجاح هذا التوجه الجديد للتعاون جنوب- جنوب، رهين بانخراط جميع الأطراف، مشيرا إلى أن ميزان المبادلات يظل، مع ذلك، "ضعيفا" و"مقلقا" بالنظر للإمكانيات الضخمة التي تمنحها هذه الشراكة التي تتطور بطريقة لافتة بين "المملكة الشريفة" وإفريقيا.
من جهة أخرى، أشار هذا الأكاديمي إلى أن المملكة، ومن خلال وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، تنفذ برنامجا لتكوين الأئمة الأفارقة، من بينهم المئات الذين ينحدرون من بلدان غرب- إفريقيا، مشيرا إلى أن النموذج المغربي يشكل مرجعية في مختلف المجالات.
وعلى الصعيد السياسي، فإن المغرب - يضيف بن حيدرة- يعد وجهة للفرقاء السياسيين، على ضوء دعوة الرئيس المالي للبحث عن حل للأزمة بشمال البلاد، والتي تشكل تجسيدا لاستعداد المملكة المغربية لتقديم العون اللازم في حالات مماثلة.