أكد وزير الصناعة والتجارة التشيكي جان ملاديك، أمس الثلاثاء ببراغ، أن المغرب يشكل، بالنسبة للاتحاد الأوروبي ولجمهورية التشيك، شريكا تجاريا رئيسيا وبوابة لولوج إفريقيا. وقال السيد ملاديك، خلال افتتاح أشغال المنتدى الاقتصادي التشيكي المغربي، "حينما نتحدث اليوم عن المملكة المغربية، سواء داخل الاتحاد الأوروبي أو في جمهورية التشيك، فنحن نتحدث، دون مبالغة، عن بلد مستقر وواعد ونرى فيه شريكا تجاريا رئيسيا، يحظى، يوم بعد آخر، بالمزيد من الأهمية ويزخر بمقومات اقتصادية كبيرة".
وأشار الوزير، خلال هذا اللقاء الذي حضرته سفيرة المغرب ببراغ، صورية العثماني، وممثلين عن العديد من المؤسسات والأبناك المغربية، إلى أن "المغرب يمثل بالنسبة لنا، من دون شك، بوابة نحو إفريقيا جنوب الصحراء ونحو القارة الإفريقية برمتها"، مضيفا أن التعاون بين البلدين يستند إلى تقليد يعود إلى سنوات الستينيات والسبعينيات، وعرف دفعة جديدة مطلع القرن ال21، حينما استكملت جمهورية التشيك بنجاح تحولاتها السياسية والاقتصادية.
وقال "عندما نقوم بتحليل الأرقام والإحصائيات، نلاحظ أن التجارة التشيكية المغربية قد زادت بشكل مطرد خلال السنوات الأخيرة. ومنذ سنة 2004، تضاعفت ست مرات لتصل اليوم إلى 330 مليون دولار، وهو أكبر حجم تصله المبادلات التجارية بين البلدين منذ سنة 1993، مبرزا أن "براغ تسعى اليوم إلى تعزيز هذا المنحى وتعزيز تعاوننا الاقتصادي والتجاري من خلال التوقيع على اتفاق ثنائي جديد للتعاون في المجالات الاقتصادية والصناعية والتجارية".
وأضاف ملاديك أن جمهورية التشيك والمغرب يواجهان اليوم تحديات اقتصادية متشابهة تتعلق بزيادة الاستثمارات الأجنبية المباشرة ورفع حجم صادراتهما وخلق فرص الشغل، مشيرا إلى وجود إمكانات كبيرة من شأنها تطوير المبادلات التجارية بين البلدين، لا سيما في مجالات الطاقة والصحة والنقل والسيارات و الطيران والفلاحة والتعدين والدفاع والبنى التحتية.
كما دعا إلى عدم اقتصار المبادلات التجارية بين المغرب وجمهورية التشيك على تبادل البضائع والسلع فحسب، بل ضرورة اتخاذها أشكالا أكثر تطورا للتعاون، مثل تجارة الخدمات ونقل الخبرات وأنظمة التعاون الصناعي وتدفق الاستثمارات.
وأعرب الوزير التشيكي أيضا عن ارتياح حكومة بلاده عقب افتتاح مندوبية تجارية في الدارالبيضاء في شتنبر من سنة 2013، مشيرا إلى أن عدد السياح التشيكيين الذين زاروا المغرب يزداد بشكل مطرد سنة بعد أخرى.
من جانبها، أكدت سفيرة المغرب في براغ صورية العثماني، أن "المغرب، وبالرغم من الظرفية الاقتصادي الدولية غير المستقرة والأزمة في منطقة اليورو، حسن بشكل ملحوظ من أدائه الاقتصادي خلال السنوات الأخيرة، وهو وضع جعل منه بلدا متميزا إلى حد كبير في منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط.
كما أبرزت الدبلوماسية المغربية الاستقرار والأمن والجهد الكبير المبذول من أجل التحديث والتنمية الاجتماعية والاقتصادية التي تتميز بها المملكة اليوم إقليميا ودوليا، وذلك بفضل رؤية جلالة الملك محمد السادس وسداد السياسات والاستراتيجيات الملكية التي يتم تنفيذها في كافة أرجاء البلاد.
وقد أبرز أعضاء الوفد المغربي المشارك في هذا الاجتماع، والذي يضم ممثلين عن الاتحاد العام لمقاولات المغرب والوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات ومؤسسات بنكية، فرص الأعمال التي يتيحها المغرب في العديد من القطاعات الاقتصادية، وقدموا إجابات عن مجموعة من الأسئلة لفاعلين اقتصاديين تشيكيين.
وعلى إثر الزيارة المرتقبة إلى المغرب لوزير الصناعة التشيكي من 7 إلى 9 يونيو المقبل، من المتوقع توقيع اتفاق للتعاون الاقتصادي والصناعي والتجاري، فضلا عن اتفاقيتي تعاون.
وتهم الاتفاقية الأولى البنك التشيكي للتصدير والتجاري وفابنك، في حين تهم الثانية اتحاد الصناعة التشيكي والاتحاد العام لمقاولات المغرب. ومن شأن هاتين الاتفاقيتين أن تسهلا، إلى حد كبير، التعاون الاقتصادي والتجاري من خلال تشجيع إقامة شراكات تجارية في المغرب وفي إفريقيا بين جمهورية التشيك والمغرب.
وقد عرف المنتدى الاقتصادي التشيكي المغربي، الذي نظمته وزارة الصناعة والتجارة التشيكية وسفارة المغرب في براغ، واتحاد الصناعة التشيكي والبنك التشيكي للتصدير، مشاركة 70 شركة تشيكية تشتغل في العديد من القطاعات الاقتصادية وترغب في استغلال فرص الأعمال في المملكة.