سيحتفل المغرب وجمهورية التشيك، اللذان تربطهما علاقات ممتازة، قبل متم السنة الحالية بذكرى مرور 55 سنة على إقامة علاقاتهما الدبلوماسية. وتتميز العلاقات بين الرباط وبراغ بتشاور سياسي حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، سواء من خلال تبادل الزيارات بين المسؤولين المغاربة والتشيك أو من خلال اجتماعات خلال اللقاءات الدولية على المستوى الأوروبي، أو داخل الأممالمتحدة. كما تهم هذه الاتصالات، أيضا، برلمانيي البلدين الذين يتبادلون بشكل منتظم وجهات النظر بخصوص عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك. ومن المقرر أن يشهد التعاون الثنائي زخما جديدا، بالنظر إلى المؤهلات الاقتصادية للبلدين، إذ سيعزز الربط الجوي المباشر بين الدارالبيضاء وبراغ، الذي ستؤمنه الخطوط الملكية المغربية، خلال النصف الأول من سنة 2014، اهتمام السياح التشيك بالمملكة، وكذا اهتمام رجال الأعمال التشيك الذين يضعون المغرب ضمن البلدان التي تزخر بمؤهلات تجارية واستثمارية وتحظى باهتمام اقتصادي، وهو الاهتمام الذي يعكسه الافتتاح الرسمي بالدارالبيضاء، خلال نونبر الماضي، لتمثيلية تجارية تشيكية بهدف استكشاف فرص الأعمال المفيدة للطرفين. وبالنسبة للتشيك، فإن الاستقرار الذي تنعم به المملكة، وكذا الوتيرة الجيدة للتنمية السوسيو-اقتصادية بها، يجعلان منها شريكا لا محيد عنه في المنطقة المتوسطية، وبمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (مينا) وبإفريقيا. ويتطلع البلدان إلى تنويع شركائهما التجاريين وخلق مزيد من فرص تطوير المبادلات التجارية التي تطورت لأكثر من الضعف خلال السنوات الأخيرة، حيث فاقت 200 مليون دولار. وتبقى هذه الآفاق واعدة جدا في مجالات متنوعة مثل صناعة السيارات والصناعات الغذائية والآلات الفلاحية والنسيج والنقل والإلكترونيك. كما أن التعاون السياحي يتعزز بشكل أكبر بفضل المشاركات المتعددة والمتميزة للمغرب في المعرض الدولي للسياحة لبراغ (هوليداي وورلد) وتوقيع وزير السياحة، لحسن حداد، ببراغ في مارس الماضي، على اتفاق ثنائي في مجال النهوض والتعاون السياحي. ومن المنتظر أن تنعكس هذه الدينامية الجديدة في العلاقات المغربية التشيكية، سنة 2014، على حجم المبادلات التجارية المدعوة إلى تحقيق المزيد من النمو حتى ترقى العلاقات الاقتصادية إلى مستوى الروابط السياسية الممتازة التي تجمع البلدين.(و م ع)