تحدث الكاتب الصحفي مونتون روتي في مقال تحت عنوان "المغرب يتحدى الجزائر بدافوس الصغير بالداخلة"، المنشور بمجلة تشالنج، عما أسماه ضربة المعلم، التي وجهها المغرب للجزائر من خلال إنجاح منتدى كرانس مونتانا بالداخلة. وبلغة شاعرية سرد الكاتب تفاصيل انعقاد المنتدى بالداخلة، التي يلتقي عندها المحيط الأطلسي بالصحراء في مشهد لا يتكرر كثيرا، حيث اجتمع دومينيك دوفيلبان، رئيس وزراء فرنسا السابق، وخوسيه لويس زاباثيرو، رئيس وزراء إسبانيا السابق، والقس جيسي جاكسون، وشخصيات أخرى بلغت حوالي ثمانية مائة شخص.
وأضاف أنه بانعقاد منتدى كرانس مونتانا بالداخلة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس يكون المغرب قد وجه ضربة معلم للجزائر والبوليساريو، عبر التأكيد على سيادة المغرب على أراضيه رغما عن أنف خصومه، وقال رئيس منتدى كرانس مونتانا "إن المنتدى ضربة قوية للذين يصطادون في الماء العكر ويريدون تسييس فعالياته". وكل الضجيج الذي أحدثته الجزائر، ومن يدور في فلكها بخصوص المنتدى هو ناتج عن فشل هذه الدولة الجارة في الدخول في دينامية إيجاد حل سياسي لقضية الصحراء المفتعلة.
فمنتدى كرانس مونتانا بما هو أداة للحوار الحضاري وإنتاج الأفكار حول السلم العالمي جسد بانعقاده في مدينة الداخلة، حدثا متميزا، فلأول مرة ينعقد هذا المنتدى، ذو الصيت العالمي والمصداقية الكبيرة، بدولة إفريقية. ولم يأت اختيار المغرب عبثا ولكن اعترافا بقيمة وأهمية الإصلاحات الدستورية والسياسية التي تعرفها المملكة المغربية، واعترافا بالدور الذي يقوم به المغرب في سبيل نشر السلام في العالم وحل النزاعات بالوسائل السلمية والسياسية.
وشكل حضور العديد من الشخصيات الدولية ذات الوزن الكبير فعاليات المنتدى دلالة قوية على أن المغرب يشكل استثناءا في المنطقة العربية والإفريقية، فهو بلد الإصلاح، وهو بلد السلم، وهو ملتقى الثقافات والحضارات، وهو المعول عليه للمساهمة الايجابية في نشر ثقافة السلم واحترام حقوق الإنسان.
وتبقى عقدة الجزائر هي المغرب، ولهذا حاولت جاهدة من خلال كتائبها الإعلامية التقليل من أهمية انعقاد دورة المنتدى في الداخلة، بينما كانت تسعى إلى عدم انعقادها أصلا.